منتدى مناهج النقد الأدبي المعاصر
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتدى مناهج النقد الأدبي المعاصر

منتدى يعنى بمناهج النقد الأدبي المعاصر .
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 سامي الوافي:مدرسة باريس السيميائية (دراسة في المنهج) :

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
محمد خرماش
Admin



المساهمات : 44
تاريخ التسجيل : 29/05/2008
الموقع : أستاذ باحث

سامي الوافي:مدرسة باريس السيميائية  (دراسة في المنهج) : Empty
مُساهمةموضوع: سامي الوافي:مدرسة باريس السيميائية (دراسة في المنهج) :   سامي الوافي:مدرسة باريس السيميائية  (دراسة في المنهج) : Emptyالثلاثاء يونيو 22, 2010 12:20 pm

1- مدرسة باريس السيميائية (دراسة في المنهج) :
جاء التحليل المحايث كردة فعل على "المناهج التي تعنى بدراسة إطار الأدب ومحيطه وأسبابه الخارجية"1، ودعا أنصار هذا المنهج إلى ضرورة التركيز علـى الجوهر الداخلـي للنص الأدبي، لوجود نمط خاص ونظام متعلق به، والأدب عندهم هو "كيان لغوي مستقـل أو جسـد لغـوي أو نظام من الرموز والدلالات التي تولـد في النص وتعيش فيـه، ولا صلـة لها بخـارج النص"2، فالأدب حسبهم لا يقول شيئا عن المجتمع ولا عن نفسية الأديب، بل موضوعه هو الأدب نفسه.
وبهذا تبنى التحليل السيميائي نفس النهج الذي سلكه الشكلانيون الروس والبنيويون، وقد رأى رائد مدرسة باريس السيميائية ج. غريماس j.Greimas ضرورة أن يكون تحليل النصوص "محايثا مقتصرا على فحص الاشتغال النصي لعناصر المعنى، دون اعتبار للعلاقة التي يقيمها النص مع أي عنصر خارجي عنه"3، هذا وقد استفاد رائد هذه المدرسة كثيرا مما جاء به الشكلاني ف. بروب V. Prop، كما استفاد من ملاحظات الأنثربولوجي كلود ليفي شتراوس كثيرا.
وما يميز قراءة غريماس لمشروع ف. بروب الوظيفي هو ذلك التعديل الذي يسجل نوعا من التواصلية بين مشروعيهما، لأن مشروعه ما كان لـ "يرى النور لولا وجود العمل الجبار الذي قام به بروب"4، وما يميز نظرية غريماس هو شموليتها في التصور وشموليتها في التحليل، حيث تكمن هذه الشمولية في قدرتها على استيعاب عناصر شتى تنتمي إلى عدة نظريات سردية سابقة كنظرية بروب الوظيفية، لأنه "يفكر في العلاقات بين الوحدات أكثر مما يفكر في خصائص الوحدات ذاتها"5.
وبهذا انصب اهتمامه على تناول المعنى النصي من خلال المستوى السطحي على زاويتين الأولى تخص تناول "الزاوية السطحية التي يتم فيها الاعتماد على المكون السردي الذي ينظم تتابع حالات الشخصيات وتحولاتها"6، وفي خضم الحديث عن المكون السردي سيكون من الضروري القيام بعملية تشريح البنيات السردية، لأنها عبارة عن "جملة من الحالات والتحويلات التي تطبع الشخوص من خلال الأدوار التي يؤدونها في إجراء التحويل"7، لأن كل محكي يحمل في طياته حبكة هي "تشكل ذروة الصراع في علاقات الشخوص بعضها ببعض"8، ويتجسد هذا في وضعية افتتاحية تسمى الحالة الأولية Etat initial، ميزتها التوازن، وصولا عند وضعية ختامية وهي الحالة النهائية Etat final وفيها يعاد استرجاع ذلك التوازن بعد "جملة من التحولات الناتجة بفعل حدة التوترات المتصاعدة بين علاقات الشخوص"9، والتي تكون نتيجتها وقوع اضطرابات والسعي بكل قوة لاسترجاع التوازن وتحقيق المشروع المستهدف من خلال استرجاع موضوع القيمة .Objet de valeur
والسردية كذلك عند جماعة أنترفرن Groupe d'entervernes، عبارة عن "ظاهرة لتتابع الحالات والتحويلات المسجلة في الخطاب والمسؤولة عن إنتاج المعنى"10، وبهذا الانتقال يحدث التحويل من وضع إلى آخر من خلال تسلسل منطقي للأحداث، يؤدي في النهاية إلى الإمساك بجوهر الدلالة.
أما الثانية يتم فيها تناول "المكون الخطابي الذي يتحكم في تسلسل الصور وآثار المعنى"11، ويعد المستوى السردي الأكثر تجريدا، لأنه يسعى إلى إعطاء شكل لانتشار الوضعيات والأحداث والحالات والتحويلات في الخطاب، والنص فيه عبارة عن متتالية من الحالات والتحويلات، ومنه "تعنى السيميائية بنظرية الدلالة وإجراءات التحليل التي تساعد على وصف أنظمة الدلالة"12، خاصة السيميائية السردية، والتي تطرح دائما مشكلة المعنى، من خلال وضع تصنيف للملفوظات السردية les énonces narratifs ، والتي تعتبر أصغر الوحدات الخطابية المكونة للنص السردي وتتعامل مع النص "كفضاء لغوي وكمعبر لعدد لامتناه من الاستطرادات الممكنة"13، كما حاولت تقليص المسافة بين الوجه المجرد للنظرية وبين وجهها المتحقق، عبر مزج النظرية بالنص إلى الحد الذي تذوب فيه الفواصل بينهما، ليصبح إثر ذلك التنظير تطبيقا، لأن دافعها هو البحث عن "مولدات النصوص وتكوناتها البنيوية الداخلية...وتبحث جادة عن أسباب التعدد ولا نهائية الخطابات والنصوص والبرامج السردية"14، وغريماس طرح في نظريته هذه مشكل المعنى أي أن "مقاربة نص ما لا يكون لها من معنى إلا في حدود طرحها للمعنى كهدف وغاية لأي تحليل"15.
وجلُّ ما قام به غريماس عند طرح نظريته هو استئصال مواطن الغموض في أنموذج بروب الوظائفي، بإضافة تصحيحات لازمة، وصل من خلالها إلى اختزال وظائفه من إحدى وثلاثين وظيفة إلى ستة عوامل، كونه يرى وجود خلل في تعريف الوظيفة عند بروب، لأن "التعريف الذي يعطيه للوظيفة قائم على وجود فعل ما تتحدد من خلاله شخصية ما"16، وتبعا لذلك تتحدد الوظيفة من خلال انتمائها إلى إحدى دوائر الفعل التي تشتمل عليها الحكاية و"الفعل هو أساس تعريف الوظيفة"17 -حسب فلاديمير بروب- والتناقض الذي تداركه فيما بعد غريماس في مفهومه هذا للوظيفة، حسبه متعلق بوظيفة رحيل البطل، فإذا كان رحيل البطل يعد فعلا أي وظيفة فالنقض لن يكون كذلك حيث لا يمكن التعامل معه كوظيفة، باعتباره حالة تستدعي فعلا ليخرج لنا بنتيجة مفادها أنه "عوض الحديث عن الوظيفة، يجب الحديث عن الملفوظ السردي"18.
والصيغة الآتية توضح ذلك:
- م . س = و (ع1،ع2،ع3)19.
- ( م . س = ملفوظ سردي، و = وظيفة، ع = عامل ) .
وعلى أساس هذه التعديلات قدم غريماس صياغة جديدة لنموذج بروب الوظائفي، وقال بدل الحديث عن الوظيفة يجب الحديث عن الملفوظ السردي، وبدل الحديث عن دوائر الفعل يجب الحديث عن العامل L'actant، كونه بؤرة للاستثمار الدلالي، وبهذا قام بـ "تقليص العوامل إلى حدها الأدنى، وضبطها بشكل مؤسس معرفيا وبنائيا"20.
كما تأثر غريماس كذلك بما جاء به الناقد تسنيير Tesinere، والذي حول مصطلح الوظيفة إلى عامل، حيث سماه القائم بالفعل، والذي يظم أي العامل الكائنات المؤنسنة والمشيئة معا، لتشهد الدراسات النقدية التي تهتم بالسرد مع مجيء غريماس تحولا جذريا، وقد نجح كثيرا في شكلنة المثال الوظائفي وتطويعه، ليصبح قابلا للتطبيق على كل الأنماط السردية، وأراد أن يكون أنموذجه العاملي "عاما وشاملا، قادرا على احتواء مختلف أشكال النشاط الإنساني، بدءا من النصوص الأدبية وانتهاء بأبسط شكل من أشكال النشاط الإنساني"21، حيث ركز في تحليل النصوص على شكلنة المضمون، باعتمادهم في تحليلاته على آليات المنهج البنيوي، من أجل الكشف عن "القوانين الثابتة المولدة لتمظهرات النصوص العديدة"22، لنصل إلى أن غريماس قام بتعميق مفاهيم بروب، وبلورتها في تصور منطقي شامل للأجناس السردية كيفما كانت طبيعتها الدلالية، عكس بروب الذي جعل بحثه لا يخرج عن نطاق الحكاية الخرافية ومنه فغريماس في منهجه هذا ركز على"عملية إنتاج المعنى انطلاقا من مجموعة من الأحداث المترابطة فيما بينها"23.
1-2-3- الانموذج العاملي كنظام:
لقد استفاد غريماس كثيرا من الدراسات الأسطورية في تحديد مفهوم العامل من الدراسات الأسطورية من تحديد مفهوم العامل، فعنده "الجانب الوظيفي يشمل الأفعال التي يقوم بها الإله والجانب الوصفي يشمل الألقاب والأسماء المتعددة التي تحدد صفاته"24، حيث قام بإسقاط دراسته التي اقترنت بما هو سماوي (الإله) على ما هو واقعي (أرضي) لأنها لا تخرج عن هذا النطاق، كما يرى عدم وجود "تعارض بين التحليل الوظيفي والتحليل الوصفي، بل يوجد تكامل أساسي بينهما"25، وقد استفاد كثيرا في بناء تصوره للنموذج العاملي من مفهوم العوامل في اللسانيات انطلاقا مما قاله تسنيير Tesiniere، حيث "شبه فيها الملفوظ البسيط L'énoncé élémentaire بالمشهد، والملفوظ عنده هو الجملة"26، كما بنى أنموذجه العاملي على الأضداد الثنائية، كونه "عبارة عن مجالات للحدث"27، وهذه المجالات ما هي إلا صورة معدلة لنموذج بروب الوظيفي.
ومنه فالبنيات العاملية تشكل مستوى توسطيا بين المحايثة والتجلي، لأنها هي البؤرة الأساسية والتي من خلالها يتم الانتقال من المستوى العميق إلى المستوى السطحي، أي الانتقال من العلاقات إلى العمليات، ومنه إلى الملفوظ السردي، و"الكشف عن المنطق العاملي يستدعي دراسة العلاقات التي تنتظم وفق إستراتيجية سردية محددة، ووفق نظام يستدعي التحكُّمَ فيه بدقة"28 لكـي نستطيع ضبط المكون السردي، لأن الكون الدلالي لا يدرك إلا من خلال تجسده داخل أدوار ووظائف أو على شكل صفات تجدد كينونة القيمة، حيث تعد "الوظائف بمثابة أدوار تقوم بها الكلمات داخل الجملة، تكون فيها الذات فاعلا والموضوع مفعولا، وتصبح الجملة أيضا عبارة عن مشهد"29 ويعمم غريمـاس هذا الطرح على كل عالم دلالي صغير بقوله أن "عالما دلاليا صغيرا لا يمكن أن يحدد كعالم أي ككل دلالي إلا بالمقدار الذي يكون في إمكانه أن يُبَرَّرَ أمامنا، كمشهد بسيط كبنية عاملية"30.
وتطرح الوظيفة كأهم عنصر، والعامل كمحفل يحين هذه الوظيفة في شكل ملفوظ سردي لأن العامل هـو "جزء من الممثلين أي الشخصيات، ويتم تحديده من خلال مجموعة من الوظائف الدائمة ومن المواصفات الأصلية، وبتوزعها على مجموع الحكاية"31، والكشف عن المنطق العاملي يستدعي دراسة العلاقات التي تنتظم وفق استراتيجية سردية محددة ووفق نظام نحوي يستدعي التحكم فيه بدقة، لأنه مستوى "تتخذ فيه الشخصية مفهوما شموليا مجردا يهتم بالأدوار ولا يهتم بالذوات المنجزة لها"32، حيث صنف الشخصيات ليس بحسب ما هي عليه وإنما بحسب ما تعمله، لأن العامل هو "ما يقوم بالفعل أو يخضع له"33، وقد يكون هذا العامل إنسانا أو حيوانا أو فكرة، وقد يكون مذكورا أو يستنتج من خلال الحكي.
ومنه فقد حدد غريماس العامل على أنه "وحدة تركيبية ذات طابع شكلي بغض النظر عن أي استغلال دلالي أو أيديولوجي"34، ليخرج لنا بأنموذج عاملي يقوم على ستة عوامل موزعة كالآتي:
المرسل المرسل إليه
الذات الموضوع
المساعد المعارض
3-2-1-1- علاقة الرغبة:Relation de désir : تجمع هذه العلاقة بين الذات Sujet والموضوع Objet، لأن "المحور الرئيسي يوجد في أساس الملفوظات السردية البسيطة"35، وكل رغبة من لدن ذات الحالة لابد أن يكون وراءها محرك أو دافع يسميه غريماس المرسل Destinateur، وتحقيق هذه الرغبة لا يكون ذاتيا بل هو موجه إلى عامل آخر يسمى المرسل إليه Destinataire وهنا تكون علاقة الرغبة، فالعامل الذات يعتبر "الفاعل المباشر الذي يتلقى التحفيز La manipulation من طرف المرسل، ويسعى دائما لتحقيق الشيء لمرغوب فيه من قبل الطرف الأول"36، فـي حــين المــوضوع "يُشكل الشيء المرغوب فيه من قبل الطرف الأول"37، وبهذا نرى أن العلاقة القائمة بينهما تتموقع في محور دلالي Un axe sémantique يتمثل في الرغبة Le désir، حيث تعد هذه العلاقة من أهم دعائم العمل السردي، والعلاقة بينهما هي "علاقة ربط تسمح –باعتبار- هذه الذات وهذا الموضوع كتواجد سيميائي لأحدهما من أجل الآخر"38، فالذات يكون راغبا والموضوع يكون مرغوبا، وهذه العلاقة تحدد ما يسميه غريماس ملفوظ حالة Enonce d'état، ويكون هنا بين ملفوظات الحالة ما يسمى بذات الحالة Sujet d'état.
هذا وقد تكون هذه الذات في حالة اتصال ( ٨ ) أو في حالة انفصال ( ٧ ) عن الموضوع وإذا كانت الذات في حالة انفصال نجد أن لديها الرغبة في الاتصال أو الانفصال، كما يترتب عن ملفوظات الإنجاز (الفعل) Enonces de faire، والذي يعتبر الإنجاز المحولFaire transformateur، وقد يكون هذا الإنجاز يسير في اتجاه الاتصال أو في اتجـاه الانفصـال لتَكشِفَ بنية العلاقات بين الفواعل في الرواية عن سمة جوهرية تطبعها، هي التحول والرغبة التي تدور حول "موضوع القيمة الذي يسعى الفاعل إلى امتلاكه"39، وشخصيات الرواية تتفاعل فيما بينها وصلا أو فصلا وهذا تتحكم فيه نوعية رغبة ذات الحالة Sujet d'état.
والإنجاز المُحَول يساهم في خلق ذات أخرى يسميها غريماس ذات الإنجاز Sujet de faire وقد تكون ذات الإنجاز نفسها الشخصية الممثلة لذات الحالة Sujet d'état وقد يكون العامل الذات L'actant sujet في هذه الحالة ممثلا في الحكي بشخصية يسميها ممثلين Acteurs.
ومنه فملفوظات الحالة تختص بإبراز الحالات وملفوظات الفعل تختص بإبراز أشكـال التحـول، وهما معا عند غريماس "ليسا سوى تمثيلات منطقية دلالية للأفعال وللحالات"40 .
والشكل الآتي يوضح ذلك:
ملفوظ سردي 41
Enonce narratif

ملفوظ حالة ملفوظ فعل
énonce d'état énonce de faire
فذات الحالة في علاقتها بموضوع القيمة (اتصال / انفصال) تعد "مـالكـة للقــيم"42، في حين ذات الفعل هي القائمة بعملية الاتصال والانفصال، ومنه "تأخذ ذات الحالة شكل ملفوظ حالة تتحدد وظيفته من خلال علاقة الذات بالموضوع"43، لأنها تشكل العمود الفقري داخل الأنموذج العاملي في حركيته، وبمثابة نقطة الإرسال الأولى لذات تتوق إلى إلغاء حالة ما أو إثباتها، فهي "مصدر للفعل ونـهاية لـه"44، وهذا التوجه حسب غريماس مترجم لصيغتين هما مصدر الحركة وغاية الحركة، "وداخل هذه العلاقة لا تتحدد الذات إلا من خلال دخولها في علاقة مع الموضوع"45، والموضوع لا يتحدد إلا في علاقته بالذات، وبدون غاية ما سواء محتملة أو محينة.
وذات الحالة لا تتحدد إلا من خلال علاقتها بموضوع القيمة، وموضوع القيمة بدوره لا يتحدد إلا إذا كان هدفا لهذه الذوات، لأن "الـرغبة تتحدد من خلال نفي حالة من أجل إثبات أخـرى"46، وملفوظات الفعل تجسدها ذات الفعل، لأنها هي القائمة على عملية التحولات القائمة بين الحالات والتي تتراوح بين الاتصال والانفصال، فالذات "إثر تدخل ما تنتقل من حالة الاتصال مع موضوعها إلى حالة الانفصال عنه"47، وهذا لا يتحقق إلا بوجود فعل محول تقوم به ذات فاعلة تستهدف ملفوظ حالة كونه موضوع، لنصل إلى أن ملفوظ الفعل يحكم ملفوظ الحالة، فهما إذن "ليسا إلا تمثيلا منطقيا دلاليا للأفعال والحالات"48 .
ومن أجل تحديد ملفوظات الحالة تحديدا دقيقا، لابد من الاستعانة بعاملي الذات والموضـوع نظرا للعلاقة التكاملية الموجودة بينهما، فالموضوع عندما يدخل في دائرة الاهتمام ورغبة الذات يصبح موضوع قيمة Objet de valeur وعند غريماس الذات والموضوع ما هما إلا "دوران ومفهومان يحددان وضعيتين متلازمتين (عوامل أو أدوار عاملية) لا توجد أبدا إحداهما دون الأخرى"49، فلا نستطيع تخيل ذات دون موضوع تشد إليه والعكس، لأن "كل معنم يولد ملفوظا سرديا يشير إلى موقع تركيبي أو حالة ما"50، فقد نكون أمام ملفوظ انفصالي (ذ٧م) أو ملفوظ اتصالي (ذ٨م) ليُقرأ هذين الملفوظين قراءة استبدالية وتوزيعية، كزاويتين يمكن النظر بهما إلى الأنموذج العاملي، ليأخذنا بذلك "محور الرغبة من حد إلى حد عبر عملية التحول"51، وكلا من الزاويتين الاستبدالية والتوزيعية حسب بنكراد تتحكمان في تنظيم الأدوار العاملية وفق نمط معين من الاشتغال، لأن الأنموذج العاملي من الناحية الاستبدالية يعد سلسلة منظمة وفق إستراتيجية مُعدَّة مسبقا داخل نموذج مثالي يُعطي البُعد التنظيمي للعوامل، أما ما يخص الناحية التوزيعية فالأنموذج العاملي يكون فيها على شكل إجراء مهمته تفجير العلاقات المشكلة للمحور الاستبدالي إلى عمليات ممثلة في سلسلة من المسارات السردية والتي من أهمها الخطاطة السردية والتي تحدَّدُ وفق " رؤية صارمـة ومنسجمة مـع نفسها"52 كونها تمثل الخيط الذي يربط بين جميع الأحداث والشخوص في الرواية مثلا.
ومنه فغريماس يطلق مصطلح ملفوظ الحالة لتحديد وضع كل من العاملين بالنسبة إلى الآخر، كون الذات هنا هي "مـالكـة للقــيم"53 والعلاقة بينهما استتباعية Implication، لـ "تأخذ ذات الحالة شكل ملفوظ حالة تتحدد وظيفته من خلال علاقة الذات بالموضوع"54، لأنها تشكل العمود الفقري داخل الأنموذج العاملي وفي حركيته، وهذا معناه أن "الصلة بين العاملين تعالقية"55، فوجود العامل يفترض بالضرورة وجود الآخر، لأن "أحدهما موجود دلاليا للآخر وبه"56، لنجد أن ملفوظات الحالة صنفان:
- ملفوظ حالة الانفصال: Enonce d'etat disjonctif: حيث يكون الفاعل على انفصال بالموضوع ويوضح هذه الوضعية المخطط التمثيلي التالي:
فا = الفاعل (الذات)، ٧ = الانفصال، مو = الموضوع.
(فا ٧ مو) : بحيث تدل هذه العلاقة على الانفصال الموجود بين الفاعل والموضوع، وفي هذه الحالة لا تنقطع العلاقة بين الذات والموضوع ولا يستقل أحدهما عن الآخر، بل يظل حضورهما قائما بالقوة حيث ينزع الأول إلى الثاني سعيا في الاتصال به، لأن "مجرد الرغبة في تحقيق الاتصال بموضوع ما يؤهل الذات الراغبة للانتصاب فاعلا بالقوة"57.
- ملفوظ حالة الاتصال:Enonce d'état conjonctif: حيث يكون الفاعل على اتصال بموضوع الرغبة والقيمة، ويوضح هذه الوضعية المخطط التمثيلي التالي:
- فا = الفاعل (الذات)، ٨ = الاتصال، مو = الموضوع.
-(فا ٨ مو) : بحيث تدل هذه العلاقة على الاتصال الموجود بين الفاعل والموضوع.
والانتقال من حالة لأخرى يتم بواسطة فعل تحويلي Faire transformateur يعبر عنه بملفوظ الفعل، ليتميز عن ملفوظ الحالة، حيث يعطينا غريماس الصيغة الشكلية لهذا التصنيف كالتالي: -ف تحول (فا1 م1)58.
- فا1 = الذات المنجزة للتحويل، م1 = ملفوظ الحالة الذي يُمَارَسُ عليه التحويل.
كما ينقسم هذا النوع من الملفوظات بدوره إلى صنفين:
الأول يسمى التحول الاتصالي، يشار إليه بالمخطط التاليSadفا ٧ مو) (فا ٨ مو).
والسهم يشير إلى استمرار التحول من حالة لأخرى ( انفصال، اتصال وهكذا )، وحسب غريماس فـ "الانفصال لا يقوم سوى بوضع العلاقة بين الفاعل والموضوع في حالة احتمال محافظ عليها كإمكانية للاتصال"59، ويطلق على هذا الفعل صفة الاحتمالية Virtualisation، فعلاقة الرغبة إذن بين الذات والموضوع تمر عبر ملفوظ الحالة الذي يجسد الاتصال أو الانفصال، كما تمر عبر ملفوظ الانجاز الذي يجسد تحولا اتصاليا أو انفصاليا والمخطط التالي يضم مختلف الملفوظات السردية ورموزها: الملفوظات السردية:
Les énonces narratifs60

ملفوظات الحالة ملفوظات الفعل
Enonce d'état Enonce de faire
(ملفوظات اتصال) (ملفوظات انفصال) (تحولات اتصالية) (ملفوظات انفصالية)
والرموز الآتية توضح ذلك:
[ (فا٨مو) (فا٧مو) [ ف ( فا ) =(فا٧مو)(فا٨مو) ] [ ف ( فا ) = ( فا٨مو ) = (فا٧مو) ] ]61.
والذي ينتج عن ترابط الحالات والتحولات من خلال علاقة فاعل ما بموضوع معين وحدة سردية أكبر يسميها غريماس البرنامج السردي Le programme narratif، سنأتي في الحديث عنها بإسهاب لاحقا.
وبالنسبة لغريماس ليس من الضروري أن يكون الفاعل كائنا إنسانيا فقد يكون شيئا، ولا الموضوع مادة جامدة كما نجد أن مقولة الفاعل أشمل وأعمل بالنسبة إليه من الشخصية أو البطل كونها "لا تفترض بالضرورة ذلك البطل البشري المحدد"62.
ومنه يمكن القول "أن العلاقة الرابطة بين الذات والموضوع يمكن اعتبارها عماد كل فعل إنساني"63، لأن العلاقة بينهما علاقة تضمين متبادلة قائمة على المساواة والاستقلالية.
3-2-1-2- علاقة التواصل:Relation de communication: لمعرفة علاقة التواصل داخل الحكي وفهمها لابد من معرفة "أن كل رغبة من لدن ذات الحالة لابد أن يكون وراءها محرك أو دافع"64، يطلق عليه غريماس اسم المرسل Destinateur، و"تحقيق الرغبة لا يكون ذاتيا بطريقة مطلقة"65، لأنه موجه إلى عامل آخر يسمى المرسل إليه Destinataire وهنا تكون علاقة التواصل بين المرسل والمرسل إليه، والتي بدورها تمر عبر علاقة الرغبة من خلال علاقة الذات بالموضوع.
المرسل المرسل إليه
الذات الموضوع
إذن فـ "المرسل هو الذي يجعل الذات ترغب في شيء ما"66، ومنه فالمرسل والمرسل إليه يعدان الزوج الثاني الذي يدخل في تشكيل النموذج العاملي، والعلاقة بينهما علاقة اقتضاء في محور التواصل، والذي "يتبادلان عبره بيانا أو معلومات، فالمرسل يحيط المرسل إليه علما بشيء ما"67، وهذا المحور يسمح برؤية بُعد تواصلي في كل أنواع الخطابات لأنها تتكون "من باعث على الفعل ومستفيد منه"68، هما المرسل والمرسل إليه، حيث يعقدون اتفاقا ما حول قيمة الأشياء التي يتبادلونها، ويسمي غريماس هذا الاتفاق بالعقد القولي، فالعقد Le contrat يحصل كلما وقع تحويل بين مرسل ومرسل إليه، وقد يكون هذا التحويل ذا طبيعة كلامية أو مادية.


وقد صنف غريماس عدة أشكال مختلفة للعقود هي:
أ-العقد الإجباري: Contrat injonctif: وفي هذه الحالة يوجه المرسل Destinateur أمرا للمرسل إليه Destinataire، حيث يرغم المرسل المرسل إليه بقبول هذا الأمر مثلا:
مرسل رسالة مرسل إليه.
مَـلك تفويض بــطل.
أمــر قـبول.
ب-العقد الترخيصي: Contrat permissif: في هذه الحالة يخبر المرسل المرسل إليه الموافقة أو الرفض (اختياري)، وفي هذه الحالة يعزم تلقائيا على الانجاز:
مرسل رسالة مرسل إليه.
مَـلك تفويض بـطل.
أمر اختياري قـبول أو رفض.
ج-العقد الائتماني: في هذه الحالة يقوم المرسل بفعل إقناعي، حتى وإن كان هذا الفعل كاذبا وقد يقبل المرسل إليه رسالة المرسل ولا يشك في صحته، وقد يكشف حيلته:
مرسل رسالة مرسل إليه.
مَـلك تفويض بـطل.
أمر فيه خدعة قـبول مع الثقة – كشف الخدعة.
فوظيفة المرسل تتجسد "في المحافظة على هذه القيم وصيانتها وضمان استمرارها"69، وذلك بضمان وصولها إلى المرسل إليه، وحسب غريماس فالخطاب السردي عالم مؤسس على منظومة من القيم Axiologie، ومنه تصبح علاقة المرسل بالمرسل إليه مرتكزة على سُلم تراتُبي يستحوذ فيه المرسل مركزا أعلى وتكون علاقته بالمرسل إليه قائمة على تبعية له، لأنهما "جزءين سرديين مؤطرين لمجموع التحولات المسجلة داخل النص السردي"70، وهذا الزوج يتحدد من خلال علاقته بالذات كدافع للفعل ومنفذ له، لتكون علاقتهما حسب غريماس "موجهة مـن الكـل إلى الجزء"71، لنصبح أمام علاقة ثلاثية تربط المرسل والموضوع، وتتبنى الذات هذا الموضوع لتبدأ رحلة البحث.
ومنه فدور المرسل يتجسد في الوضع الأول بعمل المحرك، وفي الوضع الثاني يتجسد دوره بعمل المقوم، وتتمثل "وظيفته في منظومة من القيم Système axiologique بالحكم في الأفعال سلبا أو إيجابا، وتبليغها إلى المرسل إليه – الفاعل (Destinataire – sujet)، وكل هذا يعطينا انطباع بأن المرسل إليه يبقى دائما في تبعية تامة مع المرسل لأنه – أي المرسل- يحتل مكانة فوقية، وعلاقة المرسل إليه به تنتظم "من الجزء إلى الكل"72، ليخضع بذلك المرسل إليه له، والمرسل يوكله "بمهمة الحفاظ على تلك القيم وضمان استمرارها"73، وحسب غريماس نصل إلى نتيجة مفادها أن علاقة المرسل بالمرسل إليه "موجهة من الكل إلى الجزء"74، ووظيفة المرسل عنده تتمثل فـي "المحافظة على قيم أصلية وترسيخها وضمان استمرارها"75، وذلك كـأن يتطـابق المـرسـل والمـرسـل إلـيه الفاعـل في عـامل واحد، فيصبح بذلك المرسل "قيمة مجردة كامنة فـي ذات الفاعل"76، لا يمكن الاستغناء عنها أو حذفها من أي نص سردي، لأن حضوره مهم جدا كونه "شكلا مشخصا للقيم أي ضمانة أساسية على وجود كون قيمي نقيس به التحولات"77، وعاملا ضامنا لتماسك النص ووحدته.
3-2-1-3- علاقة الصراع:Relation de lutte : ضمن هذه العلاقة يتعارض عاملان، الأول يسميه غريماس المساعد Adjuvant والثاني المعارض Opposant، وينتج عن هذه العلاقة منع حصول علاقة الرغبة والتواصل، أو العمل على تحقيقها.
فالمساعد يتمثل دوره في "مـد المسـاعدة من خلال العمل في اتجـاه الرغبة أو تسهيل التواصل"78، ودور المعارض يتجسد في "خلق العراقيل بتصديها، إما لتحقيق الرغبة أو للتواصل مع الموضوع"79، وحسب غريماس، داخل المجتمع هناك دائما صورة للمساعد وصورة للمعارض بدءا من الحالة الاجتماعية وضروب الصراع بينهما، لأن المساعد "يقف إلى جانب الذات والثاني يعمل دائما على عرقلة جهودها من أجل الحصول على الموضوع"80، فالذات عند سعيها لتحقيق برنامجها السردي، تصطدم بصعوبات ومعوقات تحتاج للتغلب عليها لمساعدة مادية ومعنوية، حيث يجسد المساعد هذه القوة المؤيدة للذات بتقديم المساعدة لها من أجل تحقيق موضوع القيمة، لأنه "يقوم على تقديم العون ساع في اتجاه الرغبة"81، فوظيفته هي تقديم العون للذات من أجل تحقيق موضوع الرغبة، لنصل إلى أن المساعد من وضعه العاملي "لا يشكل عنصرا أساسيا في تداول المعنى ولا يتجاوز حدود إظهار الصفات الصوغية للفعل"82 .
في حين تتمثل وظيفة المعارض في الوقوف كحائل في وجه الذات بغية عدم تحقيقه موضوع الرغبة، لأنه "يقوم على خلق عراقيل بمعارضته، سواء لتحقيق الرغبة أو الاتصال بالموضوع"83، بصفته قوة مناوئة للذات تعترض طريقه بخلق جملة من العوائق، والتي بدورها تقوم بعرقلة اتصاله بموضوع القيمة، فهو حسب غريماس "يشكل صورة أكثر تعقيدا ما دام يعين في نفس الوقت ما يسمى حاليا بالذات المضادة"84، وعند غريماس يعد كل من "المساعد والمعارض مجرد إسقاطات لعمل الإرادة ولمقومات خيالية للفاعل نفسه، تعود على رغبته إما بالنفع وإما بالضرر"85.
ومنه فالروابط الثلاثة تتصف بأنها هامة جدا لحضورها المسبق في صياغة النموذج العاملي كما عرضه غريماس، حيث يَكُون "لشبكة العلاقات هذه دور رئيسي في بنية العمل الأدبي"86، لنحصل من خلالها على مخطط كامل للأنموذج العاملي الغريماسي، والذي هو كالآتي:
المرسل المرسل إليه
الذات الموضوع
المساعد المعارض

2-2-3- الأنموذج العاملي كإجراء:
إن الشخصيات في الحكي لا تتشكل نهائيا منذ الانطلاقة الأولى للأحداث، حيث تخضع للتحولات والتغيرات، لأن "التحولات هي ما يمنح للقصة ديناميكيتها وتلوينها القيمي الخاص"87، والانطلاق من النظام إلى الإجراء يعني توظيف علاقات: الرغبة، التواصل، الصراع والخطاطة السردية تعد "عنصر منظم ومتحكم في التحولات"88، لأنها تشكل أنموذج لكل التحولات، فكل نص سردي ينطلق من نقطة البداية ليصل إلى نقطة النهاية.
ومن المعروف أن السرد يقوم على التحول من حالة لأخرى، لأن علاقة الذات بالموضوع تتراوح بين الاتصال والانفصال، إذن فهو عبارة عن "ربط مركبي لمتوالية من ملفوظين ترابطيين (وصلة وفصلة أو العكس)، لهما نفس الذات ومتصلين بعلاقة اقتضاء بسيطة"89، والانتقال من حالة لأخرى ( من اتصال إلى انفصال والعكس ) يستلزم اللجوء إلى فعل التحويل، وعملية الانطلاق من الحالة الأولى إلى الحالة الثانية لا يتم عن طريق الصدفة، بحيث "يجب التعامل مع هذا الانتقال كعنصر مبرمج بشكل سابق داخل خطاطة سردية"90، ويتجسد هذا التحول في ما يسمى الملفوظ السردي الأساسي L'énonce narratif élémentaire ، والمخطط التالي يمثل ذلك:
-1 [ (فا ٨ مو) (فا ٧ مو) ].
-2 [(فا ٧ مو) (فا ٨ مو) ].
فا = الفاعل، م = الموضوع .
ومنه فالملفوظ السردي يتضمن تحولا في علاقة الذات بالموضوع تتراوح بين الاتصال والانفصال والعكس، ويمثل "الانتقال في هذه الحالة مجموعة من اللحظات السردية المرتبطة فيما بينهما وفق منطق خاص"91، وبهذا يتخذ الفعل (الوظيفة) شكل ملفوظ سردي بسيط، لأن كل عملية داخل النحو الأصولي يمكن أن تتحول إلى ملفوظ سردي حسب غريماس.
وتتكون الخطاطة السردية من عناصر هي: التحريك / الأهلية / الإنجاز / الجزاء / هذه العناصر بدورها مرتبطة فيما بينها ارتباطا منطقيا، وتقوم داخل هذه الأطوار علاقات بين الأدوار والعوامل المحققة للحالات والتحولات.
1-2-2-3- التحريك Manipulation: يعتبر التحريك الطور الأول للرسم السردي فهو يتعلق بإبراز ' فعل الفعل ' ''Faire faire، حيث " يفعل العامل فعلا محدثا لفعل عامل آخر"92، أي أن هذا يرتكز على فاعل لتحقيق برنامج ما، وعملية التحريك تفترض صيغة تشير إلى إمكانية التحول، باعتبارها تمثل تحقيقا لغاية ما، وإن "كانت الوظيفة هي الخالقة للعامل تماما...مع الحامل والمحمول"93، فعملية الخلق تستند إلى صيغة تبرر الانتقال من الوظيفة إلى العامل، والتحريك لا يتم بمحض إرادة الفاعل، إنما يتدخل المرسل المحرك في علاقته بالفاعل في التحويل، من خلال وجود فعل إقناعي، لأنه "يدل على فعل يمارسه إنسان على إنسان ممارسة تلزمه تنفيذ برنامج معطى"94.
والشكل التالي يوضح ذلك:
المرسل الموضوع
الرغبة
الفعل الإقناعي
الفاعل أو المرسل إليه
فالتحريك إذن عبارة عن تعاقد يكون بداية كل محكي بين المرسل / المحفز وفاعل الحالة أو الفاعل الإجرائي المحتمل، حيث يتم من خلاله إقناع الفاعل بالبرنامج السردي المحتمل والعمل على تحقيقه، وتتمثل مهمته في "إقامة علاقة طابعها ممارسة التأثير والاستحواذ من قبل عامل أول يسمى مُحَفزاً Manipulateur، أو مرسلا للتحفيز وقائما به على عامل ثان يسمى مُحَفَزاً Manipulé، أو متلقيا له"95، ويكمن الهدف من هذا دفع المحَفَزُ لتبني البرنامج السردي المقترح.
ومصطلح التحفيز يقابله مصطلح آخر هو فعل الفعل Faire faire، لأن "مخطط الاستحواذ وممارسة التأثير يقابل فعل الفعل، أو الحث عليه...إنه نشاط فاعـل إجرائي آخـر (أي المُحَفَّزُ) ليدفعه لتنفيذ برنامج سردي معطى"96 والتحريك من موقع الأنموذج العاملي يعمل على "خلق صيغة فعل الفعل Faire faire"97، فهو الدافع بالذات للقيام بفعل ما والإقناع بالقيام به والفعل عبارة عن نشاط تمارسه الشخصية في الرواية، في حين التحريك هو نشاط تمارسه الشخصية تجاه شخصية أخرى، بغرض دفعه للقيام بإنجاز ما، وهنا "يتحدد التحريك كنوع من التعاقد بين المرسل والذات"98، ويتجسد هذا من موقعه التوزيعي بين إرادة المرسل والانجاز الفعلي للبرنامج السردي من طرف المرسل إليه كون التحريك "مرحلة ابتدائية أولى، إنها المرحلة التي يتخذ فيها البرنامج السردي شكله على مستوى التصور الاحتمالي"99.
وأهم ما يميز مرحلة التحريك، هو أنها جامعة لظواهر سردية مختلفة مطبوعة بالميزات الآتية:
-مجموع العمليات موجهة أساسا إلى فعل الفعل أو الحث عليها، والذي يقتضي بدوره وجود نظام يحتمل إمكانيات أربع هي:
فعـل الفعـل فعل عدم الفعل100
(تدخل) (منح)

عدم فعل عدم الفعل عدم فعل الفعل
(التسليم به) (لا تدخل)
-كما تقيم علاقة بين مرسل وفاعل إجرائي محتمل، لأنها تتمفصل "في فعلين أساسيين: فعل إقناعي (المرسل) وفعل تأويلي (الذات)"101، لتكون جميع أفعالها ذات طابع إقناعي صادر عن مرسل لمرسل إليه.
ومنه فالتحريك حسب رشيد بن مالك، ما هو إلا تلك "الإستراتيجية الخطابية في النص"102.
2-2-2-3-الأهلية: Compétence: ويطلق عليها كذلك الكفاءة، المقدرة، ومن المعروف أن الإنجاز يعد دليلا على الكفاءة التي يتمتع بها منجزه وفاعله الإجرائي، ولتحقيق أي إنجاز لابد من توفر شرط الكفاءة في من سيتولى أمر القيام بالإنجاز، لأنها شرط ضروري يسبق الفعل المؤدي لامتلاك موضوع ما، ومنه فالأهلية هي "ذلك الشيء الذي يدفع للفعل"103، إذ لا يمكن أبدا عزلها عن الإنجاز، كون كلاهما مرتبط بدائرة فعل يحكمها بُعد تداولي وهذا معناه "أن فعل الفاعل دليل على مقدرته"104، لأن المقدرة تكون مقطعا سرديا تركيبيا يأتي قبل الإنجاز ويشكل ركيزته الأساسية، فهو متعلق دائما بمن سيقوم بالفعل، أي بذات الفاعل وليس الفعل عكس الإنجاز، كما تهدف إلى إبراز كينونة الفعل لأن "قيادة النشاط مرتبطة ببعض الحالات ويتطلب تحقيقه شروطا"105، أي على الفاعل أن يمتلك الوسائل التي تمكنه من القيام بالفعل وهناك شروط تشكل كفاءة الفاعل المنفذ، وبدون هذه الشروط يتجمد النشاط المقيد في بداية التحريك، لأنه لا يستطيع تحقيق إنجاز ما إلا إذا توفر على مؤهلات.
ومنه فالأهلية تشكل معرفة للفعل، من خلال علاقتها بالإنجاز والذي يعد فعلا منتجا للملفوظات، إذ يعد الشيء الذي يجعل الفعل ممكنا، فهي "ما يدفع إلى الفعل"106، ولا يكتسب الفاعل الإجرائي صفة التأهيل، إلا إذا توفر على شرطين أساسيين هما:
أ- أن يحوز برنامجا سرديا من الممكن تحقيقه، وهو البرنامج السردي المحين Actualisé، وليس المحقق Non actualisé ويرمز له كالتالي:
-( فا ٨ ب.س محين ).
فا = الفاعل، ب.س محين = برنامج سردي محين.
ب- أن يكون كذلك يتوفر على صيغ لتحقيق برنامجه السردي "المتعلقة منها بالرغبة Vouloir أو الوجوب Devoirأو بالاستطاعة Pouvoir أو معرفة الفعل Savoir-faire"107، فهذه الصيغ الأربعة تعد عناصر محددة للأهلية، لأنها لا تحدد انطلاقا من البرنامج السردي المرتبط بملفوظ فعل، بل تحدد من خلال ملفوظ الحالة استنادا إلى أن "الحالة المتجلية في مرحلة التحريك المبني على الإقناع والتأويل، هي منطلق الأهلية وعنصرها الرئيسي"108، ومجموع الصيغ المتعلقة بالأهلية والتي حددها غريماس كالتالي:
-1 وجوب الفعل. -2 معرفة الفعل. -3 قدرة الفعل. -4 إرادة الفعل.
وهذه العناصر لا تكون دائما متوفرة في الفاعل الإجرائي بل هو يسعى لاكتسابها، وهذا يفرض برامج سردية استعمالية P. N. Modal، لأن الأهلية تتحدد من خلال وجود "موضوع استعمالي محدد داخل برنامج استعمالي"109، وهذا يحيلنا بدوره إلى نوعين من المواضيع، الأول يسمى الموضوع الاستعمالي L'objet modal والثاني موضوع القيمة L'objet de valeur، فالأول يرتبط به الفاعل على مستوى المقدرة، وهو عكس موضوع القيمة كونه ليس إلا شرط ضروري للحصول على الإنجاز، و"يهدف الفاعل الإجرائي من ورائها الحصول على موضوعات استعمالية مؤهلة وضرورية لتنفيذ الإنجاز الرئيسي"110، لأن الأهلية تعتبر موضوع قيمة يمكن أن يُمتَلك أو لا يُمتَلك من قبل الفاعل.
3-2-2-3-الإنجاز: Performance: يهدف هذا الطور إلى توضيح فعل الكينونة حيث "يفضي الحدث الذي يقوده الفاعل المنفذ إلى تحويل الحالة "111، وفعل الفاعل هنا مرتبط بكينونة الوضعية، ويدخل الفاعل المنفذ في علاقة مع التحويل بين فاعل حالة وموضوع قيمة، لأن الإنجاز يعد "الوجه الآخر المرتبط بالكفاءة ...[فهو] فعل إنساني نؤوله كفعل الكينونة، حيث نعطيه العبارة التقنينية للبنية الموجهة المؤلفة من ملفوظ الفعل المسير لملفوظ الحالة"112، فهو الدعامة الرئيسية لإقامة كل برنامج سردي مهما كان نوعه، و "الفعل الصادر عن فاعل إجرائي والهادف لنقل فاعل الحالة من وضعه الابتدائي إلى وضعه النهائي"113، والشكل التالي يوضح ذلك:
ف (فا1) [ ( فا2 ٧ مو ) ( فا2 ٨ مو ) ].
فا1 = فاعل إجرائي، فا2 = فاعل حالة، مو = موضوع.
ومنه فالإنجاز "وحدة سردية تتكون من سلسلة من الملفوظات، المترابطة بينها وفق منطق خاص"114، ويتجسد نرابط هذه الملفوظات السردية في الشكل التالي:
-1 م.س = مواجهة: (ذ1 ذ2 )115
-2 م.س = هيمنة: (ذ1 ذ2 ).
-3 م.س = منـح: (ذ1 ذ2 ).
م.س = ملفوظ سردي، ذ = ذات.
والملاحظ عن هذه الملفوظات السردية، ضرورة مطابقتها ثلاث عمليات:
-العملية الأولى: يعتبر الملفوظ السردي تشخيصيا عن العلاقة التناقضية بين حدين.
-العملية الثانية: يعتبر الملفوظ السردي نقطة الانطلاق لعملية النفي الموجهة.
-العملية الثالثة: يتطابق فيها الملفوظ السردي مع محفل الإثبات الذي يتجلى في منح الذات موضوعا ما.
ومنه فـ "الإنجاز يحدد فعل الكينونة Faire être "116، لأنه يتكون من ملفوظ فعل يحكم ويحدد ملفوظ حالة.
إذن الإنجاز محكوم بنوعية الأهلية التي تتطلبها الذات المنجزة، حيث يتقابل مع التحريك كونه وجهه المتحقق.
4-2-2-3-الجزاء:Sanction: يعد طورا نهائيا في الرسم السردي، يهدف إلى إبراز كينونة الكينونة، وفي ارتباطه مع التحريك يقدم معالجة للبرنامج المحقق على سبيل تقويم ما تم تحويله والنظر إلى الفاعل المتبني للتحويل، حيث يشكل هذا الطور "عمليات التقييم، والتي يمكن أن تأخذ مظهر الجزاء"117، بحيث يكون الجزاء ايجابيا أو سلبيا، كما يتميز كل من الجزاء والتحريك بحضور مكثف للمرسل، و "لا يمكن أن يدرك إلا في علاقته بالتحريك"118، لأنه مقطع سردي مؤطر في النهاية، فمن أجل إنجاز البرنامج بنجاح يجب أن يكون متبوعا بمقطع سردي تتلخص مهمته في تقويم نتائج الفعل الإنجازي من طرف المرسل إليه، فهو يعد "صورة خطابية مرتبطة بالتحريك"119، فبعد تغيير الأوضاع بواسطة الفاعل الإجرائي يتولى الجزاء تقويم الوضعية النهائية L'état final، لأنه هو "الصورة النهائية التي سيستقر عليها الفعل السردي والكون القيمي"120.
فالجزاء هو الحكم على الأفعال التي تم انجازها من الحالة البدئية إلى الحالة النهائية، حيث يعد المرسل الحلقة الرابطة بين البداية والنهاية، بين التحريك والإنجاز، فهي "الأداة التي يتم عبرها تقييم الإنجاز المتحقق في فعل نهائي"121، ففي البرنامج السردي تتميز مرحلة الجزاء بدور خاص، إنه دور المرسل للجزاء الرئيسي، لتعاقد الفعل الإجرائي، ويتجسد هنا المرسل كبؤرة تتحدد "داخلها مشاريع التحريك وتتبلور البرامج السردية الهادفة إلى دفع ذوات -أصدقاء أو خصوم- لممارسة الأفعال التي ترغب فيها"122، حيث ينتهي المرسل في الأخير باستعادة المعرفة المكثفة في المرحلة البدئية للأحداث، على شكل حُكم على الحالات والتحويلات للأفعال الممارسة من طرف الذوات، ومنه فالفعل الممارس من طرف المرسل في نهاية النص مزدوجا، الأول يتعلق بـ "مطايقة الأفعال المنجزة وطرق تنفيذها مع معايير الكون القيمي"123، فالمرسل هو ما يقوم بالحكم على مدى مطابقة الأفعال للكينونة، أما الثاني فمرتبط "بالأفعال التي تلي المطابقة المحددة في التعرف وهذه الأفعال تحيل على الجزاء"124.
ومنه فالجزاء يتجسد كحكمة تختصر الأحداث وتشتغل كخلاصة لها.
ومن خلال عرض المقاطع السردية للبرنامج السردي البسيط عند غريماس، نجد مدى التلاحم المنطقي القائم فيما بينهما، لأن "كل عنصر من البرنامج السردي يستدعي منطقيا العناصر التي تسبقه أو التي تتلوه، إنه مبدأ التنظيم السنتغماتي Syntagmatique"125 .
-5-2-2-3البرنامج السردي: Le programme narratif:
المختلفة"126،حيث يذكر غريماس من جملة التمطيطات الممكن إدخالها على البرنامج السردي يعتبر البرنامج السردي "مفهوم إجرائي بسيط قابل مع ذلك لكل التمطيطات والتعقيدات الشكلية الاحتمالات التالية:
1 – هناك إعادات "ليست في الواقع سوى تضعيفات كمية لبرامج سردية ذات معاني وطبيعة واحدة"127، لأن البرنامج السردي يتحدد بطريقتين:
-حالة الاتصال ٨ تقود لحالة الانفصال ٧ .
- حالة الانفصال ٧ تقود لحالة الاتصال ٨ .
والمخطط التالي يوضح ذلك:
-ذ ٧ م ذ ٨ م.
-ذ ٨ م ذ ٧ م 128.
فالذات تتميز في الحالة الأولى بانفصالها عن موضوع القيمة، لتتحول إلى اتصال، في حين تتميز في المرحلة الثانية باتصالها مع موضوع القيمة، لتتحول إلى انفصال.
2 – كما نجد طريقة تضعيف "البرامج السردية انطلاقا من تضعيف موضوعات القيمة المرغوب فيها"129، لأنه عبارة عن وحدات سردية مستمدة من تركيب عاملي وارد في أشكال الخطاب و"ما وجود ملفوظات للفعل إلا دليل واضح للتحويل وتغيير مجرى ملفوظات الحالة"130، لتحقيق البرامج السردية، وغريماس لا يشترط أن يكون الفاعل إنسانا والموضوع شيئا جامدا، بل قد تكون أدوارا أو مفاهيما تحكمها علاقات تضايفية.
ومنه "يتعلق البرنامج السردي بعملية التحويل التي تتسم باتصال الفاعل بموضوع القيمة المرغوب في امتلاكه، أو بالانفصال عنه بفقدانه واستلابه منه"131، فالفعل المحول تقوم بممارسته ذات فعل بهدف تغيير ملفوظ الحالة، وهذا التحول يمثل له بالشكل التالي:
-فعل محول : [ ذ1 ( ذ2 ٨ م ) ].132
-فعل محول : [ ذ1 ( ذ2 ٧ م ) ].
لنصل هنا إلى أن الفاعل حسب غريماس نوعان:
-1فاعل متعلق بملفوظ الحالة، يسمى فاعل الحالة Sujet d'état، لأنه "هـو الحـافظ للقـيم"133.
2- فاعل متعلق بملفوظ الفعل، يسمى فاعل الفعل Sujet de faire، لأنه "العنصر الحيوي ذو النشاط الفعال والذي يكتسب ملكة القدرة على التغيير بأداء يوحي بوجود مؤهلات عالية وكفاءة مميزة"134، والصيغة الرمزية التالية توضح ذلك:
-ب س : ( ف1 ) [ ( ف2 ٨ م ) ( ف2 ٧ م ) ].
-ب س : ( ف1 ) [ ( ف2 ٧ م ) ( ف2 ٨ م ) ].
3-كما يمكن جمع برنامجين أو عدة برامج سردية مترابطة فيما بينها، عن طريق علاقة اندماجية وهو ما يسمى البرنامج السردي الاستعمالي (P. N. d'USAGE)، حيث يكون سابق للبرنامج الرئيسي (P. N. PRINCIPAL)، وهذا يتحقق بإدخال عدد من البرامج السردية المتلازمة من خلال "تنقلات الموضوعات والتواصل بين الفاعلين"135، وهذا م يعطي لهذا المنهج كفايته الإجرائية ومرونته في تحليل كافة أنواع النصوص السردية لأنه بتعدد المواضيع الاستعمالية تتعدد البرامج السردية الاستعمالية من أجل الحصول على موضوع قيمة واحد في الأخير.
ففي علاقة الموضوع بمختلف الفاعلين، هناك شيء يفترض وجود ازدواجية في الصلة بينهم وبوجود موضوع واحد يتنازع عليه عديد من الفاعلين تكون حالته الأولية:
- ( ف1 ٨ م ) و ( ف2 ٧ م ) ( ف1 ٨ م ٧ ف2 ). 136
لتصبح الحـالة النهائية:
- ( ف1 ٧ م ) و ( ف2 ٨ م ) ( ف1 ٧ م ٨ ف2 ).
وذلك بتدخل الفاعل الثالث ( ف3 ) من خلال قيامه بعملية التحويل بين الحالتين، ولتكون لدينا الحالة التالية :
-ب س : و ( ف3 ) [ ( ف1 ٧ م ٨ ف2 ) ( ف1 ٨ م ٧ ف2 ) ]137.
لأن البنية السجالية تحيل على التشظي والانقسام داخل البرنامج السردي الرئيسي إلى برنامجين:
-1برنامج الذات المثمنة قيميا: لأنه "يعبر عن كون قيمي إيجابي"138.
-2برنامج الذات المضادة: فهي "المحفل الذي يمثل القيم المرذولة"139، هذا معناه تواجد ذاتين تتصارعان للحصول على موضوع واحد، لنستخلص نتيجة مفادها "أن خطابا سرديا على جانب من البساطة يتأسس على مشروعين سرديين متلازمين"140، لأن كل برنامج سردي يفترض وجود برنامج سردي نقيض ينظر إليه من خلال تحولات مضادة و "اتصال الفاعـل بغـرض –موضوع- ما يفرض انفصال فاعل آخر عنه"141، أي أنه يوجد فاعل مهيمن وفاعل مضاد مهيمن عليه.
فالدور العاملي في البرنامج السردي يسقط عنه دور عاملي مضاد، ونجد إثر ذلك عنصر المواجهةConfrontation، موجود على طول المسار السردي.
ولنفترض وجود ذاتين أولى وثانية في علاقة بموضوع رغبة واحدة، هذا يؤدي بدوره إلى توسيع في أنساق العلاقات بين الذات1 والذات2 وموضوع الرغبة، وبانتقال الموضوع من ملكية أحد الطرفين إلى الآخر تتغير العلاقة بينهما في اتجاهين:
-1 ( ف1 ٨ م ٧ ف2 ) ( ف1 ٧ م ٨ ف2 ).
لتتحول إلى
-2 ( ف 1 ٧ م ٨ ف2 ) ( ف1 ٨ م ٧ ف2 ).
وهذا معناه أن غريماس قد قدم رؤية مفادها "أن خطابا سرديا على جانب من البساطة يتأسس على مشروعين سرديين متلازمين"142، ومنه فالسارد قد يركز على أحد البرامج السردية جاعلا الآخر ضمنيا في اتجاه معاكس، حيث إذا امتلكت ذات ما موضوعا ما، أدى ذلك إلى سلبه من ذات أخرى، أدى ذلك إلى سلبه من ذات أخرى، وبهذا نحصل على وجهين من وجوه التحول:
أ-تحول اتصالي: Transformation conjonctive: متجسد في صورة الامتلاك.
ب-تحول انفصالي: Transformation disjonctive: متجسد في صورة الاستلاب.
الأول يجسد "التملك في حالة الفعل الانعكاسي، والمنح في حالة الفعل الانعكاسي المتعدي"143، والذي يتحقق عن طريق الذات المتصلة بالموضوع.
والثاني يجسد "التنازل إذا كان الفعل انعكاسيا والحرمان إذا كان متعديا"144، فالتنازل يتحقق إذا كان الفعل انعكاسيا، لأن القائم بعملية التحويل هو نفسه الفاعل الحالي المنفصل على الموضوع في النهاية، والانتزاع يتحقق إذا كان الفعل متعديا، ذلك أن القائم بفعل التحويل هو غير الفاعل الحالي المنفصل في النهاية عن الموضوع، وهذا كله يجسد "الطابع الإشكالي Caractère polémique، الذي يتمحور عليه مدار الحكي"451.
فالبرامج السردية تتكاثف لارتباطها بطبيعة عمل الفاعل، فهناك البرنامج السردي القاعدي P. N. de BASE، كونه "أساسي لتعيين الانجازات المستهدفة لتحقيق تحويل رئيسي في العلاقات الحالية بين الفاعل والموضوع"146، وكذلك البرنامج السردي الاستعمالي P. N. d'USAGE، والذي يعد وسيلة مدرجة داخل البرنامج السردي الأساسي، فهو برنامج ثانوي يحقق انجازا فرعيا ويسميه غريماس البرنامج السردي الملحق P. N. ANNEXE، هذا و "يتم إنجازه من قبل الفاعل نفسه، أو من فاعل آخر يقوم محَلَه وينوب عنه"147.
وفيما يخص تعدد البرامج السردية وتثمين إحداها عن الآخر، هناك ملاحظة مفادها أن إظهار الأول على حساب الثاني، هو موقف تتوق كل ذات بوسائلها الخاصة لامتلاكها.
والذي يتحكم حسب غريماس في صيرورة الحدث السردي من بدايته لنهايته، يسمى المسارات السردية Les parcours narratifs، كل هذا يتحقق انطلاقا من الإنجاز La performance، لأنه قلب الرحى في كل برنامج سـردي، مرورا بالكفـاءة La compétence، ثم التحريك La manipulation وصولا إلى الجـزاء La sanction.

6-2-2-3-أنمــاط الوجود السيميائي:
تمر الذات باعتبارها مستوى مبدعا تباعا بثلاث صيغ للوجود السيميائي هي:
ذات ممكنة (افتراضية) ذات محينة ذات محققة.
-الذات الممكنة : "سابقة على اكتساب الكفاءة"148.
-الذات المحينة : هي "ما ينتج عن هذا الحصول"149.
-الذات المحققة: تعني "الذات وقد قامت بالعمل الذي يصلها بموضوع القيمي"150، ومنه تحقيقه للمشروع السردي.
فالذات كونها "محفلا منتجا لأفعاله"151، لزاما عليه أن يتجسد في ثلاث حالات سردية:
-1الحالة الأولى: الذات المحينة تكون سابقة عن اكتساب الأهلية (الكفاءة).
-2 الحالة الثانية: الذات المحينة تكون ناتجة عن هذه الأهلية (الكفاءة).
-3 الحالة الثالثة: تقوم بتحديد الذات لحظة إنتاجها للفعل، والذي من خلاله تدخل في اتصال مع موضوع القيمة وتحقق بذلك مشروعها.
كما لا تتشكل الذات إلا بوجود موضوع ما تتحدد من خلاله، والموضوع يعد عنصرا داخل محور الرغبة، كما تحدثنا سابقا، و"وفق الترسيمة السردية المتوقعة، تنجز الذات مسارا سرديا مكونا من متتالية من الحالات، كل حالة تتميز عن سابقتها بفعل تحويل"152، لأن ذات الحالة تتحدد أساسا بعلاقتها مع موضوع القيمة، هذه العلاقة تخضع لمتغيرات وتحويلات طول المسار السردي، و"تحيين القيمة يتم من جهة من خلال معانقة الذات لهذا الموضوع"153، ومن جهة ثانية يتحقق "من خلال اندراجه ضمن برنامج سردي"154.
فالذات لا يمكن أن تتحدد إلا من خلال علاقتها بموضوع القيمة، حيث تخضع هذه العلاقة لتغيرات على طول المسار السردي، فالموضوع قبل أن يصبح ذا قيمة بالنسبة للذات "يتمتع بوجود احتمالي داخل الكون الأخلاقي ومُزَكَّى عامليا من طرف المرسل"155، وتحيين القيمة لا يكون إلا إذا أخذت الذات على عاتقها موضوع القيمة من خلال وجوده داخل برنامج سردي ما، ويدخل الموضوع مرحلة التحقق عندما يدخل في اتصال مع الذات، لأن أي انفصال بينهما قد يعيد تحيينها.


لنكون بذلك أمام ثلاثة أنماط للوجود السيميائي الخاص بالموضوعات القيمية:
موضوع ممكن موضوع محين موضوع محقق.
ومنه فالخطاطة السردية تعد "ناظم منطقي لمجموع عناصر النص"156، لأن المراحل المحددة للخطاطة السردية وأنماط الوجود السيميائي تتحدد كالتالي:
التحريك الأهلية الإنجاز الجزاء


ذات ممكنة ذات محينة ذات محققة

موضوع ممكن موضوع محين موضوع محققة

برنامج ممكن برنامج محين برنامج محقق الحكم على الأفعال

وبهذا نصل إلى نتيجة مفادها أن الدراسات النقدية الحداثية بداية مع ما جاءت به مدرسة الشكلانيين الروس مرورا بطروحات مدرسة باريس السيميائية قد أحدثت ثورة كبيرة في مجالي البحث الحكائي والسردي لتعاملها مع النصوص تعاملا قريبا من العلم والموضوعية ونقلها للقراءة النقدية من وضع الانطباع والكلام الإنشائي إلى التحليل المؤسس معرفيا وجماليا لأن "السيميائيات ساهمت بقدر كبير في تجديد الوعي النقدي من خلال إعادة النظر في طريقة التعاطي مع قضايا المعنى"571، والتي أدت إلى تشييد لغة علمية منسجمة أكثر، وصلت من خلالها إلى تحديد أنماط اشتغال العمل الأدبي وطرق التعامل معها بتطبيق مبدأ المحايثة أثناء فعل القراءة وتجربة التحليل، حيث يقول رولان بارت "إن النص ليصنع من الآن فصاعدا ويقرأ بطريقة تجعل المؤلف عنه غائبا على كل المستويات"158، وذلك يكون بمفصلة المضمون الشامل بصرف النظر عن الاعتبارات الخارجة عن النص، حيث تقتصر "السيميائية على وصف الأشكال الداخلية لدلالة النص أو التمفصلات المشكلة للعالم الدلالي المصغر"159، من خلال خلق التفرد وخلق الخصوصية في تحليل النصوص الأدبية، بتطبيقها للمنهج العلمي موضوعي دقيق على هذه النصوص.
الهوامش:
1- شكري عزيز الماضي: محاضرات في نظرية الأدب، دار البعث، قسنطينة، الجزائر، 1984، ص138.
2- المرجع نفسه، ص139.
3- عبد العالي بوطيب: مستويات دراسة النص الروائي، مطبعة الأمنية، الرباط، المغرب، 1999، ص106.
4- سعيد بنكراد: مدخل إلى السيميائيات السردية، منشورات الاختلاف الجزائر، 2003، ص20.
5- رامان سلدن: النظرية الأدبية المعاصرة، تر: جابر عصفور، دار قباء للطباعة والنشر والتوزيع، القاهرة، مصر، 1998، ص98.
6- جوزيف كورتيس: مدخل إلى السيميائية السردية والخطابية، تر: جمال حضري، منشورات الاختلاف، الجزائر، 2007، ص12.
7- نادية بوشفرة: مباحث في السيميائية السردية، الأمل للطباعة والنشر والتوزيع، تيزي وزو، الجزائر، 2008، ص45.
8- المرجع نفسه، ص45.
9- المرجع نفسه، ص45.
10- المرجع نفسه، ص45.
11- جوزيف كورتيس: مدخل إلى السيميائية السردية والخطابية، مرجع سبق ذكره، ص12.
12- جوزيف كورتيس: السيميائية ( الأصول، القواعد والتاريخ )، تر: رشيد بن مالك، دار مجدلاوي للنشر والتوزيع، عمان، الأردن، 2008، ص229.
13- رولان بارت: درس السيميولوجيا، تر: خليل أحمد خليل، المؤسسة الجامعية للدراسات والنشر والتوزيع، بيروت، 1992، ط3، ص78.
14- جميل حمداوي: ( السيميوطيقا والعنونة )، عالم الفكر، المجلد25، عدد03، مارس 1997، المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، الكويت، ص79.
15- سعيد بنكراد: مدخل إلى السيميائيات السردية، مرجع سبق ذكره، ص07.
16- المرجع نفسه، ص21.
17- المرجع نفسه، ص21.
18- المرجع نفسه، ص22.
19- المرجع نفسه، ص22.
20- السعيد بوطاجين: الاشتغال العاملي، منشورات الاختلاف، الجزائر 2000، ص14.
21- سعيد بنكراد: مدخل إلى السيميائيات السردية، مرجع سبق ذكره، ص47.
22- جميل حمداوي: ( السيميوطيقا والعنونة )، عالم الفكر، المجلد25، عدد03، مارس 1997، المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، الكويت، ص91.
23- سعيد بنكراد: مدخل إلى السيميائيات السردية، مرجع سبق ذكره، ص28.
24- حميد لحمداني: بنية النص السردي من منظور النقد الأدبي، المركز الثقافي العربي، بيروت، لبنان، 1990، ط3، ص-ص32.
25- المرجع نفسه، ص32.
26- المرجع نفسه، ص32.
27- إبراهيم السيد: نظرية الرواية (دراسة لمناهج النقد الأدبي في معالجة فن القصة)، دار قباء للطباعة والنشر والتوزيع، القاهرة مصر، 1998، ص28.
28- السعيد بوطاجين: الاشتغال العاملي، مرجع سبق ذكره، ص19.
29- حميد لحمداني: بنية النص السردي من منظور النقد الأدبي، مرجع سبق ذكره، ص33.
30- المرجع نفسه، ص33.
31- شريبط أحمد شريبط: (سيميائية الشخصية الروائية)، السيميائية والنص الأدبي ،15/16/17 ماي 1995، جامعة باجي مختار، عنابة، الجزائر، ص206.
32- حميد لحمداني: بنية النص السردي من منظور النقد الأدبي، مرجع سبق ذكره، ص52.
33- محمد مفتاح: دينامية النص (تنظير وإنجاز)، المركز الثقافي العربي، بيروت، لبنان، 1990، ط2، ص169.
34- السعيد بوطاجين: الاشتغال العاملي، مرجع سبق ذكره، ص19.
35- حميد لحمداني: بنية النص السردي من منظور النقد الأدبي، مرجع سبق ذكره، ص34.
36- عبد العالي بوطيب: مستويات دراسة النص الروائي، مرجع سبق ذكره، ص65.
37- المرجع نفسه، ص65.
38- جوزيف كورتيس: مدخل إلى السيميائية السردية والخطابية، مرجع سبق ذكره، ص105.
39- نادية بوشفرة: مباحث في السيميائية السردية، مرجع سبق ذكره، ص48.
40- عبد العالي بوطيب: مستويات دراسة النص الروائي، مرجع سبق ذكره، ص108.
41- المرجع نفسه، ص108.
42- مجموعة باحثين: طرائق تحليل السرد الأدبي، منشورات اتحاد كتاب المغرب، الرباط، المغرب، 1991، ص190.
43- المرجع نفسه، ص190.
44- سعيد بنكراد: مدخل إلى السيميائيات السردية، مرجع سبق ذكره، ص48.
45- المرجع نفسه، ص49.
46- المرجع نفسه، ص50.
47- مجموعة باحثين: طرائق تحليل السرد الأدبي، مرجع سبق ذكره، ص ص 190،191.
48- المرجع نفسه، ص191.
49- عبد العالي بوطيب: مستويات دراسة النص الروائي، مرجع سبق ذكره، ص109.
50- سعيد بنكراد: مدخل إلى السيميائيات السردية، مرجع سبق ذكره، ص50.
51- المرجع نفسه، ص49.
52- عبد الله إبراهيم: السردية العربية الحديثة، المركز الثقافي العربي، بيروت، لبنان، 2003، ص250.
53- مجموعة باحثين: طرائق تحليل السرد الأدبي، مرجع سبق ذكره، ص190.
54- المرجع نفسه، ص190.
55- محمد الناصر العجيمي: في الخطاب السردي (نظرية غريماس)، الدار العربية للكتاب، تونس، 1993، ص40.
56- المرجع نفسه، ص40.
57- المرجع نفسه، ص 42.
58- عبد العالي بوطيب: مستويات دراسة النص الروائي، مرجع سبق ذكره، ص110.
59- محمد الناصر العجيمي: في الخطاب السردي، مرجع سبق ذكره، ص111.
60- المرجع نفسه، ص112.
61- المرجع نفسه، ص112.
62- نبيل سليمان: فتنة السرد والنقد، دار الحوار للنشر والتوزيع، اللاذقية، سورية، 1994، ص278.
63- سعيد بنكراد: مدخل إلى السيميائيات السردية، مرجع سبق ذكره، ص50.
64- حميد لحمداني: بنية النص السردي من منظور النقد الأدبي، مرجع سبق ذكره، ص35.
65- المرجع نفسه، ص35.
66- المرجع نفسه، ص36.
67- صلاح فضل: بلاغة الخطاب وعلم النص، سلسلة عالم المعرفة، عدد 164، المجلس الأعلى للثقافة والفنون والآداب، الكويت، أغسطس 1992، ص292.
68- سعيد بنكراد: مدخل إلى السيميائيات السردية، مرجع سبق ذكره، ص51.
69- محمد الناصر العجيمي: في الخطاب السردي، مرجع سبق ذكره، ص42.
70- سعيد بنكراد: مدخل إلى السيميائيات السردية، مرجع سبق ذكره، ص51.
71- محمد الناصر العجيمي: في الخطاب السردي، مرجع سبق ذكره، ص43.
72- نادية بوشفرة: مباحث في السيميائية السردية، مرجع سبق ذكره، ص51.
73- محمد الناصر العجيمي: في الخطاب السردي، مرجع سبق ذكره، ص43.
74- نادية بوشفرة: مباحث في السيميائية السردية، مرجع سبق ذكره، ص51.
75- المرجع نفسه، ص51.
76- محمد الناصر العجيمي: في الخطاب السردي، مرجع سبق ذكره، ص44.
77- سعيد بنكراد: مدخل إلى السيميائيات السردية، مرجع سبق ذكره، ص52.
78- جوزيف كورتيس: مدخل إلى السيميائية السردية والخطابية، مرجع سبق ذكره، ص ص 110،111.
79- المرجع نفسه، ص111.
80- حميد لحمداني: بنية النص السردي من منظور النقد الأدبي، مرجع سبق ذكره، ص36.
81- عبد العالي بوطيب: مستويات دراسة النص الروائي، مرجع سبق ذكره، ص66.
82- سعيد بنكراد: مدخل إلى السيميائيات السردية، مرجع سبق ذكره، ص53.
83- عبد العالي بوطيب: مستويات دراسة النص الروائي، مرجع سبق ذكره، ص66.
84- سعيد بنكراد: مدخل إلى السيميائيات السردية، مرجع سبق ذكره، ص53.
85- نادية بوشفرة: مباحث في السيميائية السردية، مرجع سبق ذكره، ص52.
86- تزفيتان تودوروف: الأدب والدلالة، تر: محمد نديم خشفة، مركز الإنماء الحضاري، حلب، سورية، 1996، ص57.
87- سعيد بنكراد: مدخل إلى السيميائيات السردية، مرجع سبق ذكره، ص54.
88- المرجع نفسه، ص55.
89- جوزيف كورتيس: مدخل إلى السيميائية السردية والخطابية، مرجع سبق ذكره، ص112.
90- سعيد بنكراد: مدخل إلى السيميائيات السردية، مرجع سبق ذكره، ص55.
91- المرجع نفسه، ص55.
92- جوزيف كورتيس: السيميائية ( الأصول، القواعد والتاريخ )، مرجع سبق ذكره، ص236.
93- سعيد بنكراد: مدخل إلى السيميائيات السردية، مرجع سبق ذكره، ص56.
94- نادية بوشفرة: مباحث في السيميائية السردية، مرجع سبق ذكره، ص71.
95- عبد العالي بوطيب: مستويات دراسة النص الروائي، مرجع سبق ذكره، ص119.
96- المرجع نفسه، ص ص 119،120.
97- سعيد بنكراد: مدخل إلى السيميائيات السردية، مرجع سبق ذكره، ص303.
98- المرجع نفسه، ص57.
99- عبد العالي بوطيب: مستويات دراسة النص الروائي، مرجع سبق ذكره، ص120.
100- نادية بوشفرة: مباحث في السيميائية السردية، مرجع سبق ذكره، ص72.
101- سعيد بنكراد: مدخل إلى السيميائيات السردية، مرجع سبق ذكره، ص59.
102- رشيد بن مالك: السيميائيات السردية، دار مجدلاوي للنشر والتوزيع، عمان، الأردن، 2006، ص46.
103- سعيد بنكراد: مدخل إلى السيميائيات السردية، مرجع سبق ذكره، ص60.
104- عبد العالي بوطيب: مستويات دراسة النص الروائي، مرجع سبق ذكره، ص115.
105- جوزيف كورتيس: السيميائية ( الأصول، القواعد والتاريخ )، مرجع سبق ذكره، ص236.
106- سعيد بنكراد: مدخل إلى السيميائيات السردية، مرجع سبق ذكره، ص60.
107- عبد العالي بوطيب: مستويات دراسة النص الروائي، مرجع سبق ذكره، ص116.
108- سعيد بنكراد: مدخل إلى السيميائيات السردية، مرجع سبق ذكره، ص60.
109- المرجع نفسه، ص60.
110- عبد العالي بوطيب: مستويات دراسة النص الروائي، مرجع سبق ذكره، ص116.
111- جوزيف كورتيس: السيميائية ( الأصول، القواعد والتاريخ )، مرجع سبق ذكره، ص236.
112- نادية بوشفرة: مباحث في السيميائية السردية، مرجع سبق ذكره، ص66.
113- عبد العالي بوطيب: مستويات دراسة النص الروائي، مرجع سبق ذكره، ص114.
114- سعيد بنكراد: مدخل إلى السيميائيات السردية، مرجع سبق ذكره، ص63.
115- المرجع نفسه، ص63.
116- المرجع نفسه، ص64.
117- جوزيف كورتيس: السيميائية ( الأصول، القواعد والتاريخ )، مرجع سبق ذكره، ص237.
118- سعيد بنكراد: مدخل إلى السيميائيات السردية، مرجع سبق ذكره، ص64.
119- نادية بوشفرة: مباحث في السيميائية السردية، مرجع سبق ذكره، ص73.
120- سعيد بنكراد: مدخل إلى السيميائيات السردية، مرجع سبق ذكره، ص ص 65،66.
121- المرجع نفسه، ص66.
122- المرجع نفسه، ص66.
123- المرجع نفسه، ص66.
124- المرجع نفسه، ص66.
125- عبد العالي بوطيب: مستويات دراسة النص الروائي، مرجع سبق ذكره، ص ص 125،126.
126- المرجع نفسه، ص112.
127- المرجع نفسه، ص112.
128- سعيد بنكراد: مدخل إلى السيميائيات السردية، مرجع سبق ذكره، ص69.
129- عبد العالي بوطيب: مستويات دراسة النص الروائي، مرجع سبق ذكره، ص113.
130- نادية بوشفرة: مباحث في السيميائية السردية، مرجع سبق ذكره، ص54.
131- المرجع نفسه، ص54.
132- سعيد بنكراد: مدخل إلى السيميائيات السردية، مرجع سبق ذكره، ص69.
133- نادية بوشفرة: مباحث في السيميائية السردية، مرجع سبق ذكره، ص55.
134- المرجع نفسه، ص55.
135- عبد العالي بوطيب: مستويات دراسة النص الروائي، مرجع سبق ذكره، ص113.
136- نادية بوشفرة: مباحث في السيميائية السردية، مرجع سبق ذكره، ص55.
137- المرجع نفسه، ص55.
138- سعيد بنكراد: مدخل إلى السيميائيات السردية، مرجع سبق ذكره، ص70.
139- المرجع نفسه، ص70.
140- نادية بوشفرة: مباحث في السيميائية السردية، مرجع سبق ذكره، ص56.
141- المرجع نفسه، ص56.
142- محمد الناصر العجيمي: في الخطاب السردي، مرجع سبق ذكره، ص ص 50،49.
143- جوزيف كورتيس: مدخل إلى السيميائية السردية والخطابية، مرجع سبق ذكره، ص116.
144- المرجع نفسه، ص116.
145- نادية بوشفرة: مباحث في السيميائية السردية، مرجع سبق ذكره، ص56.
146- المرجع نفسه، ص57.
147- المرجع نفسه، ص57.
148- جوزيف كورتيس: مدخل إلى السيميائية السردية والخطابية، مرجع سبق ذكره، ص38.
149- مجموعة باحثين: طرائق تحليل السرد الأدبي، مرجع سبق ذكره، ص196.
150- جوزيف كورتيس: مدخل إلى السيميائية السردية والخطابية، مرجع سبق ذكره، ص38.
151- سعيد بنكراد: مدخل إلى السيميائيات السردية، مرجع سبق ذكره، ص72.
152- جوزيف كورتيس: مدخل إلى السيميائية السردية والخطابية، مرجع سبق ذكره، ص36.
153- سعيد بنكراد: مدخل إلى السيميائيات السردية، مرجع سبق ذكره، ص73.
154- المرجع نفسه، ص73.
155- مجموعة باحثين: طرائق تحليل السرد الأدبي، مرجع سبق ذكره، ص197.
156- سعيد بنكراد: مدخل إلى السيميائيات السردية، مرجع سبق ذكره، ص73.
157- سعيد بنكراد: السيميائيات (مفاهيمها وتطبيقاتها)، دار الحوار للنشر والتوزيع، اللاذقية، سورية، 2005، ط2، ص10.
158- رولان بارت: نقد وحقيقة، تر: منذر عياشي، مركز الإنماء الحضاري، 1994، ص20.
159- جوزيف كورتيس: السيميائية ( الأصول، القواعد والتاريخ )، مرجع سبق ذكره، ص230.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://manahijnaqdia.yoo7.com
 
سامي الوافي:مدرسة باريس السيميائية (دراسة في المنهج) :
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى مناهج النقد الأدبي المعاصر :: الفئة الأولى :: مناهج نقدية-
انتقل الى: