منتدى مناهج النقد الأدبي المعاصر
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتدى مناهج النقد الأدبي المعاصر

منتدى يعنى بمناهج النقد الأدبي المعاصر .
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 "اللغة العربية: واقع وآفاق":االدكتور محمد خرماش أستاذ النقد الأدبي الحديث والمعاصر أستاذ النقد الأدبي الحديث والمعاصر

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
محمد خرماش
Admin



المساهمات : 44
تاريخ التسجيل : 29/05/2008
الموقع : أستاذ باحث

"اللغة العربية: واقع وآفاق":االدكتور محمد خرماش   أستاذ النقد الأدبي الحديث والمعاصر أستاذ النقد الأدبي الحديث والمعاصر  Empty
مُساهمةموضوع: "اللغة العربية: واقع وآفاق":االدكتور محمد خرماش أستاذ النقد الأدبي الحديث والمعاصر أستاذ النقد الأدبي الحديث والمعاصر    "اللغة العربية: واقع وآفاق":االدكتور محمد خرماش   أستاذ النقد الأدبي الحديث والمعاصر أستاذ النقد الأدبي الحديث والمعاصر  Emptyالخميس يونيو 23, 2011 2:59 am

[right][font=Times New Roman][/font

باسم الله الرحمان الرحيم

االدكتور محمد خرماش
أستاذ النقد الأدبي الحديث والمعاصر ص ب :379 – مكناس – المغرب
هـ:00 212 68 47 89 14فاكس00 212 35 51 67 76
Email:mkharmach@hotmail.com


"اللغة العربية: واقع وآفاق"
تمهيد:
اللغة ظاهرة إنسانية عجيبة، وهي عبارة عن منظومة متكاملة من العلامات الدالة منطوقة أو مكتوبة أو إشارية أو رمزية أو غيرها...(1) وهي وسيلة التخاطب بين الناس والتعبير عن حاجاتهم وأفكارهم ومشاعرهم ومعتقداتهم،كما أنها وسيلة التفكير والتواصل والإبداع،وهي الحافظ لذاكرة الأمة وضامن وحدتها وهويتها،ومستودع العلوم والمعلومات والتعاليم والقيم والإحساسات والطموحات...وهناك جدلية قائمة بين ثالوث اللغة والفكر والواقع،من حيث هي عناصر متماسكة ومتفاعلة في دينامية التعبير وإنتاج الخطاب، وقد شكلت هذه الجدلية موضوع دراسات ومناقشات مستفيضة ومتعاقبة قصد معرفة "إمكانية تحويل الواقع إلى مفاهيم عن طريق اللغة التي تربط بين العلامة وما تدل عليه من أجل إقامة تصور ذهني للمرجع الذي هو الواقع الخارجي ،وذلك بمساعدة أو بتأثير التربية اللسانية أو ما يعرف باللاّشعور اللغوي.."(2) وعليه فكل مستعمل للغة مّا واقع لا محالة تحت سلطتها من حيث هي الأداة الوظيفية ومن حيث هي المخزون المعرفي الذي يتحكم في تصوراته وقيمه وتقديراته، ولذلك يرى بعضهم أن "القوم يتكلمون كما يفكرون ويفكرون كما يتكلمون"(3)
اللغة العربية ماضيا:
وقد سجلت اللغة العربية عبر تاريخها الحافل الطويل صفحات مشرقة في سائر الميادين وكانت الوسيلة الفعالة والمساعدة على التقدم والإبداع في جميع الميادين، ولا يعدم الباحث أمثلة ساطعة على كل ذلك ،سواء في الشرق العربي الإسلامي حيث ازدهرت حركة التأليف والترجمة والتدوين، أو في الغرب وبلاد الأندلس حيث أسست المدارس والجوامع والجامعات ونشطت البحوث والانتاجات والمخترعات، واستطاعت العربية أن تثرى باللغات والحضارات المجاورة والمستقطبة، فكانت لغة الدولة والشعب ولغة العلم والعمل؛وتعامل معها وبها أهلها بثقة كبيرة،وعلى أنها الأداة الناجعة التي تسعفهم في التعليم والتعلم وفي البحث والاختراع والإبداع وتسيير الشؤون العامة والخاصة،وتطوير الحضارة والإدارة ، والتعبير عن مقتضيات الحياة كلها؛ و قد نتج عن ذلك كله تراكمات معرفية كثيرة ربما لم توف حقها من الدرس والفهم والاستيعاب الى يومنا هذا.
واللغة كما هو معروف مثل العضلة إن استعملت وتمرنت قويت ونمت وان لم تستعمل ضمرت وجفت وتعطلت...وهذا ما كان من شأن اللغة العربية في العصور اللاحقة أو فيما يسمى بعصر الانحطاط، حيث قل الاهتمام بها حينما انهارت مظاهر الحضارة العظيمة وأصاب الركود سائر القطاعات ، فلم يستطع مستعملوها إلا أن يجتروا بها ما تركه الأسلاف، فاقتصرواـ الا في النادر القليل ـ على الشروح والحواشي والتلخيصات، وابتعدت الفصحى عن الحياة العملية والعامة، وداخلتها شوائب وتغيرات كثيرة في مبانيها وفي معانيها، وخاصة في الأصقاع المترامية حيث احتكت باللغات المنافسة وباللهجات المؤثرة، وقد قال ابن خلدون في ذلك:"فمن خالط العجم أكثر كانت لغته عن ذلك اللسان (العربي) الأصلي أبعد..." وأشار إلى ما وقع للعربية من تحريفات في " أمصار افريقية والمغرب والأندلس والمشرق"(4) ولمّا آل الأمر إلى الأعاجم "تلاشى أمر العرب ودرست لغتهم وفسد كلامهم..."(5)
عصر الانبعاث وتحديات الحضارة الغربية:
ومع مطالع العصر الحديث وتعرض العالم العربي والإسلامي لهجمات غربية، وجد العرب أن من مظاهر تخلفهم ضعف لغتهم وقصورها عن مواجهة ثقافة الغرب وعلومه ومخترعاته،وقد ظهر ذلك في تاريخ الجبرتي مثلا (عجائب الآثار في التراجم والأخبار) حينما أراد وصف أشياء لم يألفها فلم يجد لها تسميات مثل الكهرباء وغيرها، وفي كتابات رفاعة الطهطاوي حينما أراد نقل ما رآه في باريس فلم يجد المفردات الكافية والمصطلحات الجاهزة للتعبير بدقة واختصار عن مشاهداته... وقد استشعر الكتاب والمثقفون والعلماء من يومها ضرورة النهضة بلغتهم وإصلاحها كي تستجيب لتحديات العصر وتسعفهم في حل التناقضات البادية بينهم وبين معطيات الحضارة الجديدة، لكن الوقت لم يمهلهم ولم يكن في صالحهم، ورغم الجهود التي بذلت في إحياء القاموس العربي العتيد، فإن كثيرا من مفردات العربية الأصيلة ومصطلحاتها وتعابيرها قد تم القفز عليها وإغفالها وتهميشها بدعوى أن اللغة الموروثة مثقلة أو ثقيلة أو مستعصية، وأن الوقت والإمكانيات والكفاءات غير متوفرة آنيا لتمحيصها وغربلتها واستخلاص الصالح والمناسب من تراكماتها، ولذلك فالأجدى مرحليا اعتماد التجديد والاشتقاق والترجمة واستقطاب الصيغ السهلة والعبارات المطاوعة والتسميات الحديثة وما إلى ذلك، فخفت موازين العربية واستحدث فيها الشيء الكثير من حيث التراكيب والأساليب والتعابير، وصارت اللغة الحديثة المناسبة في قاموسها ودلالاتها وصورها ومصطلحاتها، حتى اعتبرها البعض عربية غير العربية القديمة ولو أنها تتغذى من نسغها وتنهل من معينها،وخاصة أن العرب والمسلمين يقرأون بها القرآن الذي هو مرجعها وحافظها وآية الإعجاز بها، ثم إن الإبداعات الأدبية والدراسات الشرعية والإنسانية بصفة عامة قد بقيت مرتبطة إلى حد كبير بزخم العربية كله وعاملة على استثماره في كثير من الأحيان. ويمكن القول بأن اللغة العربية تمثل في الحقيقة رصيدا زاخرا ومتحفزا بثروة معجمية كبيرة تسمح بحرية التصرف والاختيار بين ما هو متداول وما هو أقل تداولا وما يمكن تداوله من القديم والحديث، ومما هو خاص أو مشترك من الحقول المختلفة، إضافة الى أن مفردات العربية وتراكيبها، ولطول ما مرت به من تجارب وتراكمات، قد أصبحت مشحونة بحمولات تراثية وثقافية وشعبية تكاد تجعل من توظيفاتها واستعمالاتها عملية تناص كبيرة ودائمة ...(6) ومن ثمّ فقد وجد الشعر العربي الحديث مثلا روافد لغوية كثيفة جدّا وقوية جدا ومعبرة جدا، والأمثلة على ذلك كثيرة جدا...
اللغة العربية حاضرا:
1 ـ المجامع اللغوية: وتجدر الإشارة في مقام الحديث عن واقع اللغة العربية ووقائعها بعد عصر الانبعاث أو ما يسمى بعصر النهضة إلى ظهور المجامع اللغوية والمؤسسات المماثلة في عدد من الدول العربية وما حاولت وتحاول القيام به للمحافظة على اللغة العربية والعمل على استعمالها في القطاعات المختلفة وخاصة بعد الاحتكاك بحضارات العالم الحديث واستشعار الحاجة لنقل العلوم والمعارف الغربية؛ ويمكن أن نذكر منها على سبيل المثال، مجمع اللغة العربية بالقاهرة الذي أسس سنة 1892م ومن الأهداف التي رسمت له جعل اللغة العربية وافية بمتطلبات العصر وملائمة لمظاهر الحياة المتطورة، وقد حقق بعض الإنجازات في هذا الاتجاه؛ والمجمع العلمي العراقي الذي أنشئ سنة1947م للاهتمام بتنمية اللغة العربية ومواكبة التقدم العلمي والأدبي وتشجيع حركة الترجمة والتأليف، وقد تكونت لديه مكتبة ضخمة تعرضت للنهب بعد الاحتلال الأمريكي ،كما نهبت المخطوطات الموجودة بها؛ والمجمع العلمي العربي الذي استحدث بدمشق سنة 1919م وقد عهد إليه بأمور إصلاح اللغة العربية وإعادة تأهيل الموظفين وتنشيط التأليف والإشراف على المكتبات والآثار، وأصدر مجلة للبحوث والمقالات والترجمات والفهارس ما زالت تصدر تباعا وتطبع كل عقد فهرسا لمحتوياتها، ومنذ سنة 1967م عدلت تسميته إلى مجمع اللغة العربية تأسيا ببقية المجامع العربية. ومجمع اللغة العربية الأردني الذي أسس سنة1976م وهو يهتم أيضا بترجمة الكتب العلمية الجامعية ويصدر مجلة دورية كما يطبع في كل عام كتاب "الموسم الثقافي السنوي لمجمع اللغة العربية الأردني". وأنشئ المجمع الجزائري للغة العربية سنة1986م لخدمتها والسهر على مواكبتها للعصر، وخاصة في مجالات الاختراع العلمي والتكنولوجي، ويضم ثلاث لجان دائمة هي:
ـ لجنة المعاجم والمصطلحات
ـ لجنة التأليف والترجمة والنشر
ـ لجنة التوثيق والتنشيط والاتصال
وله مجلة دورية لنشر البحوث المتعلقة باللغة العربية وآدابها وفنونها وتراثها ومستجداتها... وهناك مجامع أخرى مماثلة في أكثر البلدان العربية. وعلى العموم فقد كان المقصود من إيجادها المحافظة على سلامة اللغة العربية وإثرائها وتطويرها وتقويتها والعمل على توظيفها في مختلف المجالات... وقد ظهرت الحاجة إلى توحيد جهود المجامع العربية وتنسيق أعمالها،فأنشئ الاتحاد العلمي العربي سنة 1953 لتحقيق النهضة العلمية ، وأنشئ اتحاد المجامع اللغوية العلمية العربية سنة 1971م لتنظيم الاتصالات بينها، كما تم تأسيس مكتب تنسيق التعريب بالرباط سنة 1961م تحت إشراف المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم(أليسكو) وهو يُصدر منذ سنة 1964 مجلة " اللسان العربي" التي تُعنى بالدراسات اللغوية والمعجمية وتوحيد المصطلحات، كما ينظم مؤتمرات للتعريب وينشر أعمالها.(7)
وعلى أي فهي مؤسسات كثيرة من حيث العدد ولا شك أن أموالا طائلة تخصص لها، ويمكن أن يكون للكثير منها أثر بالغ ومحسوس في نصرة اللغة العربية وتحديثها ، لكن الملاحظ رأي العين مع كامل الأسف أن النتائج ليست في مستوى المطلوب الأمثل، لأن واقع اللغة العربية الواقعي ينم عن تهميش ومعاناة إن لم نقل عن تخلف وإهمال؛ إذ رغم الشعارات البراقة المرفوعة، فدواليب الإدارة والتعليم والاقتصاد والتجارة والسياسة وغيرها تسير وتُسيّر بغير اللغة العربية في معظم البلدان العربية، ومن المواقف المضحكة المبكية مثلا والدالة على وجود نفاق إداري واضح أن مذكرة صدرت عن دوائر عليا تنص على وجوب استعمال اللغة العربية في العمل والمراسلات وغيرها، فلمّا وصلت إلى المسؤول عن التنفيذ كتب لمرؤوسه في الهامش بالفرنسية عبارة"m'en parler" التقليدية،أي للتحدث معي فيه.ا
وإذن هي حركات وتحركات من قبل ذر الرماد في عيون العرب الذين ضحوا ويضحون بالنفس والنفيس من أجل ترسيخ لغتهم وتثبيت جذورها والمحافظة عليها، والذي ينقص حقّاً وحقيقة هو الإرادة السياسية الصادقة في نصرة العربية وإخراجها من عنق الزجاجة وإطلاق تداولها الفعلي الشامل، والعائق في ذلك صراحة هو أن من بيدهم الحل والعقد في الدول العربية إمّا مكونين بلغة أجنبية يفضلونها على العربية وبها يحفظون مناصبهم وسلطتهم وامتيازاتهم، فالعربية بالنسبة إليهم مصدر قلق وتهديد فهم يعادونها من حيث يظهرون تعاطفا معها، وإما توابع وأذناب لجهات ليس من مصلحتها أن يستقل العرب لغويا فيستقلون فكريا وحضاريا وبعدها اقتصاديا وتجاريا وهلم جرا؛ فهم عرب بعقود ازديادهم واستفادتهم من خيرات البلاد التي يمرحون فيها طولا وعرضا وعمقا،وهم غير عرب بسلوكهم وخطابهم وقناعاتهم، ويا للاستلاب.ا وقد شاهدت مرة موظفا ساميا يصرخ في مجموعة مواطنين سذج يريد تصنيفهم بحسب أعمارهم ، فيرطن بفرنسية سمجة:"les âgés ici et les moins âgés la " وفيهم عجائز وعجزة أميون يحملقون فيه مذعورين وهو يتبختر مزهوا بفرنسيته الحمقاء.ا فهل لهذا، وأمثاله كثيرون في مراكز القرارات الحاسمة، أن يخلص إخلاصا حقيقيا لاستعمال اللغة العربية وتداولها عمليا وعلى نطاق واسع في الحياة العامة والخاصة؟ والجميع يتحجج أمام الرأي العام الضاغط بحجج غير مقنعة من مثل أن العربية غير مستعدة الاستعداد الكافي لتسلم مفاتيح الكيانات الحيوية والحساسة مثل الإدارة والاقتصاد والتجارة والتكنولوجية والعلاقات الخارجية، أو أن تغيير اللغة المعتادة سيربك الأنظمة المسطرة والمستقرة ،وما إلى ذلك.
وقصارى القول أن جهود المجامع اللغوية وتكاليفها الباهظة لم تفلح كما ينبغي في جعل اللغة العربية لغة وطنية بالمعنى العملي والواقعي،وإن سجلت بعض الإنجازات في البحث وفي النشر وفي تنظيم المؤتمرات والندوات وصناعة المعاجم وإحياء التراث، لكن الذين يضعون العصا في العجلة من أبناء العربية ومن غيرهم، لم يسمحوا لتلك المنجزات بأن تُنَفَّذ على أرض الواقع العملي ، فبقي أكثرها قيد الرفوف حبرا على ورق.ا
2 ـ اللغة العربية ومحنة الاستعمار:
وهذا الواقع اللغوي المستعصي ليس طارئا أو وليد المصادفة، وإنما هو واقع تاريخي مرتبط بالمراحل العصيبة التي مرت بها البلدان العربية، وخاصة في فترات الاستعمار وما تركه من آثار على الجنان واللسان والوجدان...ا
فقد تفاعلت اللغة العربية قديما مع اللغات القديمة مثل الفارسية والهندية والسريانية والآرامية وغيرها، ثم تفاعلت مع اللغة التركية حينما أصبحت الدولة العثمانية مسيطرة على كثير من البلدان العربية والإسلامية، وكان لها تأثير بين تلك اللغات كما ازداد قاموسها اتساعا بذلك التفاعل، لكن محنتها الحقيقية كانت مع الاستعمار الغربي الذي ما تزال ندوبه معلمة في جسدها، وغير خاف في تاريخه البغيض ما قام به من تدابير جهنمية لإضعاف اللغة العربية والفصل بينها وبين أبنائها وإحلال لغته أو لغاته محلها، علما منه أن اللغة من أوكد عناصر الهوية الوطنية والحافظ لها، ومن أهداف الاستعمار المعروفة طمس هويات الشعوب المغلوبة على أمرها وتحويلها إلى أقليات تابعة مهجنة ومدجنة، ولذلك عمد إلى إبطال التعامل باللغة العربية في جميع المرافق ومنها التعليم الذي لم يبق لها فيه ، وكلغة ثانية أو ثالثة، إلا حصة زهيدة مقابل كل الوقت للغته السائدة التي شجع على تعلمها وأفرد امتيازات كثيرة لمستعمليها وخاصة في المدارس الأجنبية التي أنشأها لأبنائه وأبناء الأغنياء و"النبلاء" من أتباعه بهدف تكوين طبقة مستغربة وغريبة، علما منه أن اللغة أساس الهوية وروح الأمة وأداة التفكير والتعبير والتدبير،وقد أراد للأمة العربية أن تنسلخ عن لغتها فتنسلخ عن كيانها وكينونتها، وبحسب ما نراه عيانا في واقع العرب والعربية، فإن السموم التي زرعها الاستعمار و التشوهات التي أحدثها في اللسان وفي الإنسان العربيين، ما تزال ذات أثر وتأثير بالغين، والأمثلة على ذلك بادية للعيان كما سنرى...
3 ـ واقع اللغة العربية بعد الاستقلال:
لم تنته محنة اللغة العربية مع ذهاب الاستعمار السياسي وبقاء الاستعمار الثقافي الذي هو أنكى و أدهى وأمر؛ فقد كان من أولى الشعارات المرفوعة أيام الكفاح الوطني العربي وحركات التحرر من الاستعمار، استعادة مكانة اللغة العربية وإزالة هيمنة اللغة الأجنبية، وقد كان المتوقع والمفروض بعد الاستقلال وامتلاك زمام الأمور أن تُتَّخذ قرارات حاسمة في الموضوع، لكن شيئا من ذلك لم يكن مع كامل الأسف، واستمرت محنة اللغة العربية مع الاستقلال بأشد مما كانت عليه مع الاستعمار؛ وأول مظاهر العسف في حق اللغة العربية في بلدانها وبين أبنائها أنها ما زالت تعاني في أوساط كثيرة من التحقير والتهميش والإهمال، وأحيانا كثيرة من بعض العطف الكاذب المهين، والنفاق المزيف المقيت، وما زالت اللغة أو اللغات الأجنبية تحتل الصدارة في جميع المواقع والمعاملات، وقد كتب محمد الباهلي أن " ما يحدث اليوم للغة العربية هو نفس المخطط بل أخطر مما حدث أيام الاستعمار"وأن " أجيالنا الجديدة أصبحت لا تتحدث أو تكتب أو تفكر أو تقرا باللغة العربية" وروى قصة شاب يدرس بالمدارس الأجنبية، عاد فرحا إلى أمه ، وهما في كندا، ليخبرها بأنه لأول مرة يفهم خطبة الجمعة لأنها كانت "بالأنجليزي"، واعتبر المسألة خطيرة ، ومن قبل تدمير النسيج اللغوي في المجتمع العربي، ولذلك أطلقت تحذيرات كثيرة منها ما صدر عن مؤتمر:" لغة الطفل العربي في عصر العولمة" الذي أقامته اليونسكو بالقاهرة وشارك فيه 500 خبير لغوي أجمعوا على أن " عولمة الثقافة وسيادة اللغة الإنجليزية أخطر على اللغة العربية والهوية الوطنية من الاستعمار ، وأن استمرار هذا الوضع الذي نعيشه منذ 50 عاما سيؤدي إلى موت اللغة العربية"(Cool
ويمكن القول إذن بأن اللغة العربية اليوم تعيش صراعا مريرا مع اللغات الأجنبية وخاصة مع الفرنسية والانجليزية المفضلتين علما وعملا وتعليما في البلدان العربية والعاملتين تحت غطاء الاستعمار الثقافي الجديد على زحزحتها وربما القضاء عليها إن وجدتا إلى ذلك سبيلا، ويمكن أن نمثل لهذا بالجهود المكثفة والمتواصلة التي تبذلها " الفرنكوفونية" المتعصبة للبقاء والازدهار والسيادة في البلدان الناطقة بالفرنسية كليا أو جزئيا ومنها بعض الدول العربية...
والفرنكوفونية أو الدفاع عن استعمال اللغة الفرنسية في المستعمرات الفرنسية القديمة وفي غيرها، موقف إيديولوجي قبل أن يكون موقفا ثقافيا أو لغويا برئا، ذلك أن فرنسا ومن يلف لفها تريد فرض اللغة الفرنسية أولا ودائما، وعن طريقها تفرض وجودها اقتصاديا وثقافيا وعلميا واجتماعيا وما إلى ذلك، بحيث يصعب أو يستحيل على " الفرنكوفونيين" أو المتفرنسين فك الارتباط معها أو التخلص من التبعية لها، وقد أكد الشاعر المغربي عبد اللطيف اللعبي الذي له إبداعات بالفرنسية أن : " الفرنكوفونية نقطة ارتكاز للإستراتيجية الاستعمارية الجديدة"(9) ولذلك تغدق على كل إنتاج باللغة الفرنسية وتشهره، وتجعل جميع المشاريع مرهونة باستعمالها أو بالاقتصار عليها؛ وذكرت الدكتورة زينب عبد العزيز في بحث لها عن "الفرنكفونية والمسألة الحضارية" أن "مصطلح الفرنكوفونية أصبح يتضمن معنى الآلة الحربية التي تساعد على الحفاظ على المستعمرات السابقة" وهو يدخل فيما يسمى في علم الأجناس الاجتماعي ب "الغرس الثقافي" الذي يعمل على "اقتلاع ثقافة الحضارات الأم لإحلال ثقافة المستعمر وحضارته" من خلال تبديل القيم والمفاهيم والعادات التراثية حتى يمكن تعديل المؤسسات والبنيات والسلوكات البشرية.(10) والفرنكوفونية كفيلة بذلك لأنها تقدم نفسها بمثابة مشروع ثقافي وحضاري وسياسي في مقابل المشروع الأنكلوفوني والأمريكي العولمي الزاحف هو الآخر، وبذلك تحاول بسط نفوذها على مستوى اللغة بالذات وفي سائر المراكز والأنظمة، كي تصبح الفرنسية ،إن لم تكن قد أصبحت، البديل العملي وربما الشرعي للعربية بحكم الضرورة وبحكم الأمر الواقع، كما هو الشأن في الأقطار المغاربية حيث تساعدها ظروف ذاتية وموضوعية متعددة، الأمر الذي لا يؤثر على العربية فحسب وإنما على الهوية والقومية والانتماء الحضاري والعقدي، وربما تكون له انعكاسات سياسية وتاريخية ومستقبلية لا يعلمها إلا الله.
وهذا من الابتلاء العظيم الذي ابتليت به اللغة العربية في هذا الزمن الغشيم ، ولا ندري متى ولا كيف سيكون الخلاص منه؛ ولا بد من الاعتراف بأن أبناء العربية يعينون عليه ويحملون أوزاره، لأنهم متقاعسون ومتخاذلون ومنهم من يستمرئ الوضع فهو يحبذه ويساعد على بقائه وترسيخه.ا
4 ـ مسألة التعريب بين الأمل والعمل:
وقد كان المفروض والمتوقع أن تستعيد اللغة العربية مكانها ومكانتها بعيد الاستقلال، لكن التردد في التعريب و تَلَكُّأَ المسؤولين في العمل به، جعل المسألة تتعقد وتتشعب وتأخذ أبعادا كثيرة حتى اعتبره البعض "أم المعارك الثقافية" وتعجب من استمرار هذا الإشكال بعد مرور أكثر من نصف قرن على الاستقلال في أغلب الدول العربية ، وحتى تحول إلى قضية استراتيجية مفتوحة ليس بين القوى الوطنية فقط، وإنما بينها وبين جهات أجنبية مغرضة ، وقد وصف أحد الفرنسيين الذين في قلوبهم مرض، قانون التعريب في الجزائر مثلا ب:" التطهير اللغوي الذي يمكن أن يدفع بالنخب الجزائرية إمّا إلى البؤس أو الهجرة.."(هكذا) واعتبره " نابعا من كراهية فرنسا التي تعطي الجزائر عشرات المليارات كل سنة، وتستقبل الملايين من أبنائها.."(11) وسواء صحت المعلومات أو بولغ فيها، فهذا من الاصطياد في الماء العكر والتحريض على الفتنة وتأليب الفرقاء، بدعوى الغيرة على حقوق الإنسان(المشجب المقلوب)، والدفاع عن الأقليات التي لاوجود لها...ا وقد نسي هؤلاء أو تناسوا بأن أصل المشكل كله هو الاستعمار الذي أحدث شروخا عميقة في البنية الاجتماعية والوطنية، بتكوينه لهذه "النخب" التي يتباكى عليها ويحتج بها، و بخلقه ازدواجية مقيتة في جميع القطاعات بين ما هو طارئ وما هو أصيل ما زالت جدليتها المستعصية قائمة وبحدة فائقة في الواقع والوقائع، وفي الفكر والأفكار التي أصبحت منمطة ومنمذجة في بنيات متصلبة ومتنافرة من مثل إشكالية الأصالة والمعاصرة ، والقدامة والحداثة وما إلى ذلك، وقد وجد من المثقفين ومن السياسيين ومن القادة من هو مفتتن بالغرب ولغاته وحضارته ونمط العيش فيه، فلا يرى في العربية والتعريب ولا حتى في المعتقدات والتراث سوى خطوة أو خطوات إلى الوراء، ولا بد من التصدي لها ومحاربتها، ومن الأمثلة الكثيرة على ذلك اعتقاد أو ادعاء البعض مثلا أن التحول إلى تدريس مادة الفلسفة في الثانويات والجامعات بالعربية، قد كان بسبب التخوف من العقلانية الغربية المشجعة على الاحتجاج والتمرد، وقد أدى إلى "الفكر الخرافي" وظهور الحركات المتطرفة...ا ومما يؤسف له أيضا أن إشكالية التعريب قد عومت في بحر المصطرعات ، فلم تعد إشكالية لغوية محدودة وإنما أصبحت إشكالية بنائية وقطاعية واستراتيجية تتعلق بموازين القوى في الداخل والخارج، علما بأنها إشكالية دستورية قبل كل شيء وبعد كل شيء، وسائر الدول العربية محرجة دستوريا وقانونيا أمام التناقض الموجود بين ما تنص عليه دساتيرها من كون اللغة العربية هي اللغة الرسمية وبين ما يجري على أرض الواقع من تهميش لها واستعمال للغات أجنبية عوضا عنها.ا إن استعمال اللغة الأجنبية في الإدارات مثلا وفي المرافق العمومية يخلق توترا دائما وشنآنا بينها وبين المواطنين عموما، واستعمال اللغة العربية فيها ما يزال متراوحا بين الأمل والعمل وكلما جد جد حكومة في أمره إلا وأنبتت لها ألف عرقلة وعرقلة، مرة بدعوى ضرورة التأني وعدم التسرع والارتجال،ومرة بدعوى ضرورة تجنب إثارة غضب الآخر والمحافظة على الهدوء الداخلي وعلى الصداقات الخارجية والمصالح المتبادلة، وهلم جرا... ويمكن القول بأن العربية والتعريب يعيشان فقط بين النوايا الحسنة والمواقف المبيتة، إذ هناك من هو مع التعريب لكن لا حول له ولا طول،وهناك من يُظهر تأييدا للعربية والتعريب مداهنة وتملقا ونفاقا،لكنه يبيت ما يبيت من أجل ترسيخ اللغة الأجنبية لغته التي "تؤكله الشهد"؛ ومثل هؤلاء أيضا هم دعاة العربية "الحديثة" أو العربية "المبسطة" المختزلة في بعض الخطاطات التي هي على سمت اللغة التي تشبعوا بها أو الترجمات الحرفية الرديئة التي يستأنسون بها، وبذلك تُتَناسى مقتضيات العربية العريقة وبنياتها الأصيلة الرصينة، فتخرب من داخلها ويدب الضعف في جسدها وتتآكل من نفسها، وذلك هو الطرف الثاني لخيط المؤامرة؛ وقد أصبحنا بالفعل نرى كتابات عربية وما هي بعربية ، من إنتاجات شذرية متشرذمة ومفككة لا تمت للأسلوب العربي بصلة، ومع ذلك يدّعي أصحابها أنهم مجددون ومجربون ومطورون وهم أخطر على العربية من أعدى أعدائها؛ وممّا يزيد في الطين بلة وجود لهجات عامية كثيرة ومتباينة في الأقطار العربية، الشيء الذي يعرقل أيضا استعمال الفصحى ، ويوسع المسافة بين المكتوب والمنطوق من آثار العربية الحديثة والمعاصرة، ومن الجدير بالإشارة وبالمناقشة أيضا تأثر اللهجات المغاربية بالأمازيغية وتأثر اللهجات المشرقية بالآرامية والفارسية والتركية وما سواها ، إضافة إلى اختلاف لهجات البدو عن لهجات الحضر في النطق وفي التركيب، والى امتدادها الجغرافي من تخوم آسيا الوسطى إلى حوض البحر الأبيض المتوسط والى ما وراء الصحراء الكبرى؛ ومن ثَمَّ التعدد والتنوع في مزاحمتها للفصحى وتأثيرها على الوضع الحالي وربما المستقبلي كذلك. وبالطبع فإن رواسب الاستعمار ومحاولاته الكثيرة لخلق الشقاق بين العربية الفصحى وبين بناتها العاميات، أو بينها وبين اللهجات المحلية مثلما وقع في الظهير البربري المشؤوم بالمغرب سنة 1930م ، ما زالت ماثلة تدعمها الفرنكوفونية الغاشمة وجهود التغريب المتواصلة... والأدهى والأمر أن اللغة العربية في يومها وليلها الطويلين ليست محاربة من الخارج فقط، وإنما يوجد من أبنائها وأبناء أبنائها من يكن لها العداء المستحكم بسبب تغلغل التوجه الاستعماري في تكوينه وثقافته وقناعاته أو بسبب تخوفه على وضعيته المتميزة ومكتسباته الطائلة، أو بسبب نزعته الشوفينية أو العنصرية التي تغذيها طموحاته الوصولية ورغباته الانتهازية؛ وبالطبع فالأنظمة الوصية سادرة في استسلامها وتبعيتها تاركة الحبل على الغارب للمنافسات المشروعة وغير المشروعة والمتكافئة وغير المتكافئة... وكل هذا وغيره مما يضعف مكانة اللغة العربية، ويجعلها تعيش حالة ضيق في السياق العام وخاصة في مجالات العلم والعمل والمعاملات السائدة.
وضعية اللغة العربية في الأفق:
وإذا كانت هذه بعض السمات المستخلصة من واقع العربية اليوم في كفاحها المرير، فإن آفاق الغد لا يمكن أن تنم إلا عن تحدّ كبير وصمود فائق، لأن تاريخ العربية حافل بالمواجهات والمكابدات، وفي كل مرة كانت تخرج من معاركها بأصح وأسلم وربما بأثرى وأغنى مما كانت عليه؛ ولا نريد أن نذكر بما هو معروف من ارتباطها بكتاب الله الذي وسعته لفظا وغاية، يُتلى بها فتُحفظ بحفظه ، وإنما تجدر الإشارة إلى معالم ثابتة في الطريق على وعورته، ولعل أهمها تمسك الأمة العربية بلغتها الضامنة لشخصيتها والضامة لتراثها وتاريخها وحضارتها وهويتها، وتحفز العرب الأقحاح للذود عن حياضها، وما الذي نحن بصدده من البحث والدرس والتمحيص واكتشاف مواطن الضعف لمعالجتها ومواطن القوة لاستثمارها ،إلا قُلّ من كثر مما يبذله غيرنا من أفراد ومؤسسات وجمعيات وجامعات في سبيل نصرة اللغة العربية الفصيحة الصحيحة المليحة، وهذه التظاهرات الموفقة التي تقيمها الجامعات والمؤسسات خير دليل على ما نقدمه، كما أننا نشهد في كل يوم مناظرة أو محاضرة أو ندوة أو رابطة لبحث أحوال اللغة العربية وطرح قضاياها ومعرفة متطلباتها، وهي ظاهرة صحية تؤكد حياة العرب وحيويتهم وعدم استسلامهم للمؤامرات والمناورات ، وتصديهم لكل ما يحاك لهم ولعربيتهم. والملاحظ أيضا ـ ورغم كل شيء ـ أن العربية تحتل مواقع متقدمة في المحافل الدولية كما تثبت الإحصائيات المؤكدة، وكثير من الإذاعات والفضائيات والقنوات الأجنبية تبث برامج باللغة العربية وتحرص على الفصاحة والسلاسة والأسلوب المستقيم، وآخر من التحق بالركب قناة"الأرونيوز" التي أصبحت تقدم نشرات بالعربية رغم أنها في الأصل قناة أوروبية وللأوربيين...
وللغة العربية إمكانيات زاخرة تساعدها على مسايرة ركب العلوم والإعلام والمعلوميات واستيعاب ثقافة الصورة وثقافة الرقميات، ولذلك فهي في تطور سريع ومواكبة حذو النعل بالنعل لجميع المخترعات والمبتكرات، ولسنا بحاجة إلى الإشارة إلى تفوق اللغة العربية في مجال الأدب وفي الدراسات اللغوية والعلوم الإنسانية قاطبة ، ونحن نعرف أن الشعر العربي مثلا قديمه وحديثه يحظى بتقدير عالمي، وقد ترجمت دواوين كثيرة إلى لغات متعددة، بينما الإقبال كبير على ما أنجز وينجز من أبحاث ودراسات باللغة العربية في الفكر والسياسة والقانون والاجتماع والتاريخ، بله الكتابات الدينية والعقدية وغيرها...
ورغم الحاصل وما قد يحصل فاللغة العربية صامدة صمود الأبطال وتستطيع بإمكانياتها المتميزة وتراثها الزاخر أن تتطور وتتجدد ، وكثير من الأعناق مشرئبة إليها، وبمزيد من الدعم والاهتمام ستحقق المزيد ويتحقق بواسطتها المزيد...
هوامش:
1 ـ ينظر، ادوارد سابير : مدخل للتعريف باللغة، ترجمة سعيد الغانمي، في "اللغة والخطاب الأدبي" المركز الثقافي العربي 1993
2 ـ محمد خرماش؛ جدلية اللغة والواقع في الخطاب الروائي، مجلة علامات ع 8/1997 ص66
3 ـ adam schaff; langage et connaissance;-anthropos69 p36
4 ـ مقدمة ابن خلدون تحقيق عبد الواحد وافي ج 3 ص 1284ـ 1285
5 ـ نفسه ص 1292ـ 1295
6 ـ محمد خرماش ؛ مكانة اللغة العربية في الإبداع الأدبي ، حوليات كلية اللغة العربية بمراكش ع 5/1995 ص 197 وبعدها
7 ـ للمزيد انظر محمد حسن يوسف؛ المجامع اللغوية العربية ، موقع إسلام أون لاين، الترجمة ومعاني الكلمات
8 ـ الجزيرة نيت 13 أبريل 2007 نقلا عن صحيفة "الاتحاد الاماراتي"
9 ـ موقع اسلام اون لاين بحث لفظة "فرنكوفونية"
10 ـ موقع اسلام ويب و كوكل زينب عبد العزيز
11 ـ موقع اسلام اون لاين نيت(ثقافة وفن) التعريب أم المعارك الثقافية في المغرب العربي
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://manahijnaqdia.yoo7.com
 
"اللغة العربية: واقع وآفاق":االدكتور محمد خرماش أستاذ النقد الأدبي الحديث والمعاصر أستاذ النقد الأدبي الحديث والمعاصر
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى مناهج النقد الأدبي المعاصر :: أبحاث و دراسات-
انتقل الى: