منتدى مناهج النقد الأدبي المعاصر
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتدى مناهج النقد الأدبي المعاصر

منتدى يعنى بمناهج النقد الأدبي المعاصر .
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

  الدكتور محمد خرماش أستاذ النقد الأدبي والمناهج المعاصرة فاس المغرب اشتغالات اللغة في تحقيق التواصل الأدبي مفهوم اللغة ،مفهوم التواصل، اللغة والتواصل، التواصل الأدبي أو التواصل في الأدب

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
محمد خرماش
Admin



المساهمات : 44
تاريخ التسجيل : 29/05/2008
الموقع : أستاذ باحث

     الدكتور محمد خرماش أستاذ النقد الأدبي والمناهج المعاصرة فاس المغرب             اشتغالات اللغة في تحقيق التواصل الأدبي مفهوم اللغة ،مفهوم التواصل، اللغة والتواصل،  التواصل الأدبي أو التواصل في الأدب Empty
مُساهمةموضوع: الدكتور محمد خرماش أستاذ النقد الأدبي والمناهج المعاصرة فاس المغرب اشتغالات اللغة في تحقيق التواصل الأدبي مفهوم اللغة ،مفهوم التواصل، اللغة والتواصل، التواصل الأدبي أو التواصل في الأدب        الدكتور محمد خرماش أستاذ النقد الأدبي والمناهج المعاصرة فاس المغرب             اشتغالات اللغة في تحقيق التواصل الأدبي مفهوم اللغة ،مفهوم التواصل، اللغة والتواصل،  التواصل الأدبي أو التواصل في الأدب Emptyالإثنين نوفمبر 21, 2011 1:46 pm

باسم الله الرحمان الرحيم
االدكتور محمد خرماش
أأستاذ النقد الأدبي الحديث والمعاصر



اشتغالات اللغة في تحقيق التواصل الأدبي
1 اللغة
اللغة هي القدرة على إنتاج الخطابات ، وهي مجموع الأنساق الدلالية التي ينتجها الناس ليتواصلوا فيما بينهم ؛فهي لذلك وبذالك تكتسب طبيعة اجتماعية قابلة للتحول والتطور. ومن هنا أيضا يمكن الحديث عن اللغة اللسان واللغة السنن، فاللغة اللسان هي القدرة على الكلام والتخاطب التي يختص بها الجنس البشري والتي تجعل من الإنسان حيوانا ناطقا، وبواسطتها يمكنه الإبداع في ممارساته اللغوية ؛أما اللغة السنن فهي "شفرة" مشتركة بين أفراد شعب أو مجموعة اجتماعية معينة، وتكون مجموع الصور اللفظية المختزنة في وعي الذوات المنتمية إلى نفس المجموعة ، فهي بمثابة استعداد لساني موروث أو رصيد لغوي مشاع ومشترك يكون موجودا بالقوة وينتظر التنفيذ، ولذلك يتم التمييز بين ذلك الرصيد وهو في حالة الكمون وبينه وهو في حالة الإنجاز والتوظيف، ففي الحالة الأولى يكون محملا بالمعارف والإمكانيات ،فهو آنئذ ظاهرة اجتماعية قابلة للتداول في أي وقت وتحت أي ظرف ومن أي طرف كان؛ أما في الحالة الثانية فهناك حضور فاعل للذات المستعملة التي تُفعِّل اللغة وتحفز ديناميكيتها ، فيكون المستعمل بمثابة المدير المتصرف في ذلك الرصيد أي المستثمر للغة في الإنتاج، وهنا يمكن أن يتحقق الإبداع اللغوي وتتأكد الصلة بين الظواهر اللسانية في عملية التلفظ ، وبين الأبعاد الفردية (النفسية مثلا) أو الاجتماعية في سيرورة الخطاب أو القول. ولتأكيد هذا المعنى في الحذق اللغوي يمكن التذكير مثلا بتشبيه "دو سوسير" اللغة برقعة الشطرنج المنصوبة التي يعرف الجميع قواعد اللعب بها، لكن تفعيل اللغة والإبداع في منجزاتها يشبه القدرات المتفاوتة للاعبين في استثمار ممكنات اللعبة وخلق المواقف غير المتوقعة وتحريك البيادق بذكاء فعّال دون مخالفة القواعد الأساسية؛ وهو ما يتم مثلا في الإبداع الأدبي الذي يحتاج إلى براعة وتفوق في استثمار ممكنات اللغة لإنتاج أثر جميل بتأثير متميز، ممّا يقتضي إلماما كافيا باللغة زائد القدرة الفائقة على خلق صيغ فذة ومواقف جديدة في التعبير؛ وقد كان مفهوم الإبداع في هذا الصدد محددا بالرجوع خاصة إلى بعض الإجراءات الأسلوبية والبلاغية الثابتة، فانتهى إلى تكريس بعض الأكليشيهات أو الوصفات الجاهزة في التعبير، وحجّم العبقرية اللغوية ،لكن الدراسات الحديثة أصبحت تسائل القضية من وجهة لسانية وفنية وأدبية ، فانفسح المجال لعمليات الخلق الاّمحدودة...
التواصل:
يبسط جان ماري كلينكنبرك في كتابه:"Précis de sémiotique générale " مفهوم التواصل بأنه العملية التي" يبعث فيها الباث إلى المستقبل عبر قناة مّا رسالة عن شيء مّا بواسطة شفرة معينة"(1) وعلى هذا الأساس يحدد ترسيمة للتواصل تقوم على خمسة عناصر هي الباث أو المرسل والقناة التي يتجمع عندها الشفرة والسياق أو المرجع ، ثم المستقبل؛ وهو يتحدث عن كل عنصر بما يمكن أن ينتهي به إلى مكونات الرسالة نفسها، بمعنى أن توفر الرسالة قد يغني عن حضور الباث الذي يصبح متضمنا فيها (فعلامة المنع في الطريق تعني أن الباث هو مجموع المسؤولين) كما يغني عن المستقبِل الذي يكون وقت الإنتاج على الأقل عبارة عن محفل تجريدي متوقع بأشكال أو مستويات مختلفة، فهو إذن مُبرمج ضمنيا كذلك في الرسالة أو بواسطتها ، وهذا ما يفيد في تحليل الخطاب الأدبي على وجه الخصوص. أمّا المرجع فهو موضوع عملية التواصل أو القصد من الرسالة ولا يمكن أن يعني دائما شيئا حقيقيا أو واقعيا وبالأحرى شيئا ملموسا أو محسوسا أو نهائيا ( قد يكون شيئا معقولا أو مدركا مثل مدينة خيالية) ، وعليه فمسألة المرجع في عملية التواصل مسألة إشكالية بحيث يجوز الحديث مثلا عن المرجع الذي هو التصور الإدراكي لحقيقة واقعية خلف المعنى المنتج، كما يمكن للمعنى أن يقوم في العبارة دون إحالة أو مرجع واقعي كأن نتحدث عن الرجل الذي اخترق الشمس فنفهم المعنى لكن لايقوم في الذهن تصور حقيقي لواقع خارجي ، وهذا شيء مفيد في تقريب أو بناء مفهوم التواصل الأدبي أو التواصل في الأدب...
وعلى أي فهناك من يقرر بأن ما سيصير موضوعا أو مرجعا في عملية التواصل بجميع مستوياتها لا يمكن أبدا توصيله كما هو، (فالباحث يجتهد في أن يوصل إلينا مفهوم التواصل ومقوماته كما استوعبه لكن يبقى في أنفسنا وفي نفسه شيء مما يريد أن يقوله أو يوصله لأن المفاهيم والتصورات لا تتطابق دائما بالحرف أبدا).
نأتي إلى مربط الفرس الذي هو الشفرة أوال"code " وتُعرَّف عادة بأنها: "سلسلة الإجراءات والقواعد التي تمنح الدلالة لجميع عناصر الرسالة وبالتالي للرسالة بأكملها"
وهي الوسيط القائم بين الحامل أو المحفز الصوتي أو اللوني أو ما إلى ذلك مجردا من المعنى وبين المرجع المدرك أو التام الإدراك، فهي بنية جامعة بين المحسوس والمعقول أو بين التجريبي والمعرفي في ما يسمّى بالدلالة؛ فالشفرة إذن تُحول ما هو محسوس الى علامة أو دالّ، وما هو معقول الى مدلول أو مرجع ، والجمع بينهما هو الدلالة التي تحقق التواصل والتفاهم ؛ وكل دلالة لابد أن تتضمن على الأقل أربع وحدات هي الدال ونقيضه والمدلول ونقيضه، وحتى في حالة الغياب هناك معنى الحضور،ولذلك يقولون:" لايمكن أبدا ألاّ يمكن ممكن" ؛ وفي وضعية التواصل المثالي لابد أن يتوفر الباث والمستقبل على نفس الشفرة بالحرف، وهو ما لا يتم عادة إلاّ في الذكاء الاصطناعي أو بين الآلات، أما بين الناس وخاصة في الاستعمالات اللغوية المعقدة ، فهناك دائما هامش للقصور أو التقصير ولسوء الفهم أو التواصل ، وهو ما يجيز الحديث عن "شفرة" بالجمع أو شفرات منضدة في متناول كل من الباث والمستقبل، الأمر الذي يجعل من عملية التواصل مجالا للتفاوض بين الفرقاء بعملات مختلفة على رأسها أو جامعها اللغة وما تحويه، ومن ثم الحديث دائما عن الوضعية السياقية التي يتم فيها التلفظ سواء أكانت حقيقية أو تخيلية...
اللغة والتواصل الأدبي:
من المعلوم أن الأدب يُشغّل اللغة بجميع مقوماتها ليبني خطابه المتميز فيقوم بما يعرف بعملية التنصيص ،أي باستيعاب المعطيات الخارجية عن طريق اللغة، وتحويلها إلى معطيات جديدة ذات أبعاد فنية وجمالية وتعبيرية ،أي ذات مرجعية تكوينية محايثة ، وهو ما يعني أن إنتاجيته تدخل ضمن تعالق الشفرتين: شفرة اللغة وشفرة الأدب ، وإذا كنا قد لمسنا إشكالية التواصل في اللغة،فإشكالية التواصل في الأدب تصبح مركبة وتحتاج لذلك إلى تعامل خاص ومعرفة نوعية ،وهو المبحث الشائق الشاق الذي شغل ويشغل اهتمام رواد الفكر الأدبي قديما وحديثا. فاللغة بحكم طبيعتها وطريقة اشتغالها تجر الأدب إلى تمثل حمولاتها فيخترق الخطاب اللساني الخطاب الأدبي أولا ، ثم يشغلها الأدب أو يوظفها بطريقته الخاصة ليصنع كيانه المتميز بواسطتها ويتبنين من خلالها فتصير إلى شيء جديد تتناسل فيه المرجعيات وربما تتدمر تباعا، ويصبح التواصل عن طريق المدركات الأولية ضربا من التهافت غير المجدي ، ومن ثم ضرورة الارتقاء إلى تتبع التسلسل المرجعي لتكوين قدر أو حد من الفهم والتواصل لا تكون الإحالة فيه دائما أو بالضرورة إلى شيء حقيقي أو واقعي ،وتكون اللغة فيه متوسعة وديناميكية في إنتاج البنيات وتشييد الخطاب الذي تأخذ فيه الرسالة مكان الصدارة وقد لا يكون التأثير التواصلي فيها إلا منها وإليها، وتلك هي غلبة الوظيفة الشعرية في مثل هذه العمليات التلفظية والخطابية، وهذا لا يعني أن الخطاب الأدبي مجرد انزياح فوضوي عن الخطاب العادي أو المباشر، وإنما هو تحقيق حقيقي لتلك الاستعدادات اللغوية المتأهبة، والنص الأدبي كما يقول "ريفاتير" نظام توفيقي متناه من العلامات(اللغوية) داخل النظام التوفيقي للغة (ككل)(2) ومن ذلك مثلا استثمار ممكنات أسلوبية وبلاغية وشعرية وسميائية لإحداث نوع من التوتر بين الوظيفة الإخبارية والوظيفة الإنشائية للكلام تسبب اضطرابا في الإدراك يعبر عنه البعض بخيبة التوقع ، ويمكن اعتباره بمثابة حصيلة للتناقض بين قوة الدفع المتعالي لعبقرية اللغة التي يستثمرها الأدب وبين قوة الجذب المتنازل للإصرار النفعي المباشر الذي يحرص عليه الخطاب العادي ومن ثم اختلاف مستويات التواصل ونوعيته كذلك. والحاصل أن الإنسان يتحايل على أداة نطقه وتعبيره ليفجر طاقاتها الكامنة فتستجيب لإبراز حاجاته الانفعالية والفكرية غير المتناهية، وتلك ميزتها الرائعة في تحقيق التواصل الأدبي وفي تخليد ملحمته الدائبة الدائمة...
الهوامش:
de sémiotique générale, 1- Jean-Marie Klinkenberg; Précis
paris 2000 p 43et suite
M.Riffaterre; Essais de stylistique structurale,Flammarion, 2-
Paris 1971 P 264

[right]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://manahijnaqdia.yoo7.com
 
الدكتور محمد خرماش أستاذ النقد الأدبي والمناهج المعاصرة فاس المغرب اشتغالات اللغة في تحقيق التواصل الأدبي مفهوم اللغة ،مفهوم التواصل، اللغة والتواصل، التواصل الأدبي أو التواصل في الأدب
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى مناهج النقد الأدبي المعاصر :: أبحاث و دراسات-
انتقل الى: