منتدى مناهج النقد الأدبي المعاصر
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتدى مناهج النقد الأدبي المعاصر

منتدى يعنى بمناهج النقد الأدبي المعاصر .
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

  باسم الله الرحمان الرحيم الدكتور محمد خرماش أستاذ النقد الأدبي الحديث والمعاصر عنوان الموضوع: البعد الوطني في النقد الأدبي الحديث بالمغ

اذهب الى الأسفل 
2 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
محمد خرماش
Admin



المساهمات : 44
تاريخ التسجيل : 29/05/2008
الموقع : أستاذ باحث

 باسم الله الرحمان الرحيم  الدكتور محمد خرماش   أستاذ النقد الأدبي الحديث والمعاصر    عنوان الموضوع: البعد الوطني في النقد الأدبي الحديث بالمغ Empty
مُساهمةموضوع: باسم الله الرحمان الرحيم الدكتور محمد خرماش أستاذ النقد الأدبي الحديث والمعاصر عنوان الموضوع: البعد الوطني في النقد الأدبي الحديث بالمغ    باسم الله الرحمان الرحيم  الدكتور محمد خرماش   أستاذ النقد الأدبي الحديث والمعاصر    عنوان الموضوع: البعد الوطني في النقد الأدبي الحديث بالمغ Emptyالأحد أبريل 29, 2012 4:45 am

باسم الله الرحمان الرحيم
د.محمد خرماش
أستاذ النقد الأدبي والمناهج المعاصرة
www.manahijnaqdia.yoo7.com

"البعد الوطني في النقد الأدبي الحديث بالمغرب"
تقديم:
قد يضيق مفهوم النقد الأدبي حتى ليكاد أن يقتصرعلى مقاربة النص الأدبي وقراءته وقد يتسع فيشمل الأبعاد الفنية والفكرية والثقافية والإنسانية ؛ والواقع أن النقد الأدبي واجهة معتبرة من واجهات اشتغال الفكر ودينامكيته، ولذلك اقترن ومنذ القديم بمشاكل الإنسان وتطوراته وانشغل بمعاناته وصراعاته. وإذا كان الأدب تعبيراً فنياً عن تجربة بشرية كما يرى بعضهم ، فالنقد خبرة للخبرة لأن عليه أن يُلم بمعرفة التعبير الفني بكل مقوماته ومعطياته ومشاكله، وبمعرفة التجارب البشرية التي تُرفده بكل أنواعها وأسبابها ونتائجها، وهو ما يجعله في معمعة الفن والواقع والتاريخ والسياسة وغيرها،ويُلزِمه برهانات كبيرة في الحياة بمختلف مظاهرها وتجلياتها...
ومن هذا المنظور، وبالاحتكاك بالنقد الأدبي المغربي الحديث ردحا طويلا من الزمن، نريد أن نعطي فكرة عامة عن منطلقاته وانشغالاته واشتغالاته، لنتصور الأبعاد الثقافية والتاريخية والحركية التي شكلت قوة دفعه ومحور اهتماماته ومُوَجِّه مساراته، وهو مشروع كبير نُتابعه، وقد ساهمت فيه أبحاث ويحتاج إلى المزيد، لكن هذا من باب الذكرى، والذكرى تنفع الباحثين...
ويمكن القول أساسا بأن الخطاب النقدي الحديث في المغرب قد تكوّن في جميع تحولاته بين يدي الأحداث التاريخية والاجتماعية والثقافية التي عرفها مغرب القرن العشرين ، فارتبط في شموليته برؤية مّا للعالم، وبالمنظور الوطني و الإصلاحي في جميع المراحل تقريبا، إن على مستوى الثقافة والفكر بعامة،أو على مستوى الفكر الأدبي بخاصة، وقد كانت له في ذلك وجهتان متعارضتان متكاملتان، و هما الوجهة المشرقية التي كانت ترى أن يكون "التعبير عن إنسانيتنا تعبيرا عربيا قوميا" ؛ و الوجهة الغربية التي كانت ترى أن تنفتح الثقافة المغربية على العلوم الحديثة و تتفاعل مع الفكر العالمي كي تواكب التطور الحاصل في الأوضاع السياسية و الاجتماعية. و بين هذه و تلك ظهرت أجيالُ تعتمد المقاربات الواردة من المشرق العربي بمصطلحاتها التقليدية التي تقود عادة إلى الطروحات العامة، و أجيالُ تشرئب إلى استقطاب مفاهيم جديدة في الثقافة وفي الأدب، فاختلفت الرؤى كما اختلفت المناهج والنتائج… و قد كانت قوة الدفع التي ساهمت في هذا التطور منبثقة عن حركة المد التثاقفي التي زعزعت البنية الثقافية كلها و أدت إلى إعادة طرح المشروع الثقافي الوطني برمته كما جعلت المثقف المغربي و الشباب منه بخاصة يبحث عن طرق للخلاص و التغيير فيما يطلع عليه من أطروحات و نظريات و مناهج و إيديولوجيات؛ فقد عمل النقد الأدبي في عهد الحماية مثلا على تسريب خطاب إصلاحي فيما يتعلق بالمتغيرات الثقافية والاجتماعية والسياسية والأدبية، فتم التركيز في كثير من الكتابات على المطالبة بإصلاح شؤون الثقافة ونشر التعليم وتحسينه، وتجاوز المفاهيم العتيقة والتقاليد السيئة التي تقف حجر عثرة أمام تحرير العقل وتطوره. وقد أكد علال الفاسي مثلا أن السلفية قد امتزجت في المغرب بالوطنية فاستفادت الحركتان معا(1).
وحرص عبد الله كنون على تقديم مشروع ثقافي متكامل يراعي عوامل الارتقاء بالثقافة والثقافة الأدبية في أبعادهما التراثية والوطنية والقومية وغيرها(2). كما دعا عبد الله إبراهيم في سلسلة مقالات تحت عنوان "ثورة العقل" إلى التجديد والتطور في الثقافة وفي الفكر وفي السياسة(3). وكل الذين كتبوا عن الثقافة والأدب في النصف الأول من القرن العشرين كانوا يحملون همّا وطنيا و إصلاحيا مستعجلا، فتكوّن خطابهم النقدي على اختلاف مستوياته وأهدافه في ضوء تلك المعطيات، وأصبحت الأولوية عندهم تقضي بتقديم الإبلاغ على البلاغة وتقريب الأدب من الحركية الاجتماعية والوطنية المستيقظة مع تمتين اللغة العربية الضامنة لتحصين الهوية الأصيلة.
وحتى الذين كانوا منفتحين على الغرب في عملية تثاقف مبكرة، وكانوا ينتقدون تخلف الأدب العربي في بعض الفنون والأجناس، كان منطلقَهم الغيرةُ على الثقافة الوطنية والرغبة في التجديد والتطوير بدءا بتغيير مفاهيم الثقافة والأدب والنقد نفسها(4). وفي المقالات والأبحاث الكثيرة التي كتبها أمثال عبد السلام العلوي ومحمد زنيبر وعبد العلي الوزاني وغيرهم زخم كبير من الطروحات التجديدية في مجالات الإبداع والفن والجمال وقضايا الأدب والمرجعيات الثقافية والاجتماعية والتاريخية وغيرها فشكل كل ذلك رهانات ذات أبعاد وطنية مرموقة.
ولم يختلف الأمر كثيرا بعد حصول المغرب على استقلاله، بل ازدادت الروح الوطنية وقوِيَ الوعي أمام المشاكل المستفحلة التي ورثها المغرب عن عهد الحماية، ممّا زاد التشبث بالقيم الإصلاحية والوطنية في مجال التعليم والاقتصاد والإدارة والسياسة وغيرها، فتشبّع الخطاب النقدي ـ وهو واجهة طلائعية من ضمن سائر الخطابات ـ بتلك القيم ومنها السعي الحثيث لإيجاد صيغ تجديدية تُكسب الممارسات الأدبية والنقدية قوة وفعالية متطورة، فكان للمرجعيات الحديثة حضور بيّن في سيرورة ذلك الخطاب، كما أصبحت لها آثار واضحة في مجال البحث والدراسة، ومن ذلك مثلا ربط الأدب بالتاريخ وربط التاريخ بالأدب، الشيء الذي خدم الثقافة والأدب خدمة جُلّى، فأنعش الذاكرة الثقافية وعرَّف المغاربة بتراثهم القديم والحديث، كما رسَّخ فكرة احترام العمل المنهجي في التحقيق والتوثيق والتقديم، والتزام الموضوعية في الأحكام، ومعرفة كيفية تتبُّع الظواهر واستخلاص القيم الفكرية والفنية وما إلى ذلك …
ويمكن القول بأن هذه النقلة المعرفية التي تحققت في تجربة الخطاب النقدي المغربي مع مطالع الخمسينيات والستينيات وبعدها، قد كان للجامعة وللجامعيين اليد الطولى في تثبيتها، ويكفي لتسجيل مقدار حضورها أن ننظر مثلا إلى برامج المستويات المختلفة في التعليم، والى أسئلة الاختبارات والامتحانات وعناوين بعض الأبحاث والأطروحات والمؤلفات، لنجدها مهتدية بنجمها في الأسلوب والمنهج وطريقة العمل ، وفي محاولة التقريب بين الظاهرة الأدبية والأبعاد الوطنية والاجتماعية قديما وحديثا، فأنتجت دراسات وأبحاثا جدية وجادة أثْرت المكتبة المغربية والعربية وإن لم يُنشر منها إلا القليل وخاصة ما له علاقة بتحقيق التراث ودراسته .
ونعرف جميعا أن السنوات الساخنة التي عرفها مغرب ما بعد الاستقلال قد جعلت المثقفين المغاربة والشباب منهم بخاصة يبحثون عن أنماط إصلاحية أخرى فيما يرد عليهم أو يطّلعون عليه من أدبياتِ و فلسفاتِ القرن العشرين ، فكان التشوفُ مثلا إلى الثقافة الاشتراكية والى كتابات الواقعيين و الواقعيين الجدليين الذين ينظرون إلى الأدب باعتباره عطاءً فكرياً مسؤولاً لا يتحرك أو لا ينبغي أن يتحرك إلا في إطار الجدلية الاجتماعية التي تُفرزه ؛ ويمكن القول بأن "اليسار النقدي " قد تشبع بالآليات "العلمية" في الحجاج ، وفرض قدراً كبيراً من احترام المنطق واستحضار الوعي في التمثل و التمثيل ، واستبعاد الجنوح والخيال في محاولة استيعاب الحقيقة التاريخية والاجتماعية، وفهم معطيات الواقع وشروطه بقصد تغييره وإصلاحه . ومع ذلك قد يجوز القول بأن هذه التجربة ورغم صدق محاولاتها في البحث عن مخارج ناجعة لفك الأزمات السوسيو ثقافية آنذاك ، قد انتهت إلى نوع من التوقف عند رؤية اعتُبِرت غيرَ كافيةٍ في إفساح المجال للقدرات الإبداعية ، وهو ما سيحفز على محاولات التوسعة والتنويع … ومن ثم كان الانطلاق أيضا إلى تجارب أخرى في المقولات النقدية الحريصة على الجمع بين ما هو أدبي و ما هو اجتماعي في المنظور النقدي وفي المنظور الثقافي ، وتشكيل خطاب جامع للتقريب بين صيغة العمل و وظيفته من خلال الدراسات المحايثة و الدراسات المفسرة سعيا لاكتشاف البنيات المتناظرة في العمل الأدبي ومحيطه قصد معرفة الذات الاجتماعية الفاعلة وتحديد الرؤية الممثلة للطموح الوطني في مرجعيات الكاتب والناقد معا ، فتم بذلك تجاوز الإضاءات الحدسية والخارجية قصد تقريب المعرفة الأدبية من خلال بحث عنصر الوساطة التكويني الذي يؤشر على امتداد الواقع في النص، وامتداد النص في المجتمع . بيد أن هذه التجربة قد صارت أيضاً ومع توالي الأبحاث والتراكمات المنهجية أميل إلى النصية منها إلى الاجتماعية ؛ ففترت الحرارة الاجتماعية في الخطاب النقدي وارتفعت الحرارة السجالية فيما هو محسوب على النقد النصي إجمالا مثل البنيوية والشعرية أوالشعريات والسرديات والسميائيات وما إلى ذلك …
ولعلنا نستطيع القول أيضا بأن هذه التجربة أو التجارب المتأخرة تعتبر ذات فعل إصلاحي كذلك لأنها قد حققت إنجازات قيِّمة في مجال المعرفة الأدبية وفي مجال تحليل الإبداعات ومقاربتها من وجهات متعددة . وقد أدى هذا التراوح بين الفكر والفن وبين الانفتاح والانغلاق إلى إعادة النظر في كثير من المفاهيم مثل مفهوم الأدب نفسه ومفهوم النوع الأدبي وطبيعة اللغة الأدبية وتركيب النص وقراءته وما إلى ذلك ؛ على أن مقدار الاستجابة لما حققته هذه التجارب لم يكن دائما بنفس القدر أو بنفس الدقة، ويمكن لمتتبعها أن يلحظ رغبة مطلقة في استفتاء مفاهيمها تنظيرا وممارسة، كما قد يلحظ نوعا من الأخذ والرد أو الإقبال بحذر حسب ما تقتضيه خصوصيات الموضوع أو خصوصيات النص المدروس، أو حتى بحسب الكفاية المنهجية و الأداء الذي يتوخاه كل دارس على حدة ، ومن ثَمَّ ظهرت تبريرات مختلفة للقيام بتنويعات متعددة، ممًا قد يجوز معه القول بأنها تشكل نوعا من ركوب موجات النقد المعاصر قصد القفز فوقها أو النظر إلى أبعد منها…
وبالجملة فان رهانات النقد الأدبي الحديث في المغرب قد خرجت في مختلف تمظهراتها من معطف الوطنية والإصلاح ، ومن الرغبة الأكيدة في ترسيخ القيم السامية في المجتمع على اختلاف المشارب والمنطلقات و وجهات النظر،و أن النية المبيتة فيه لم تخرج قط عن استهداف التصحيح وإحقاق الحقيقي إن في الرؤية التاريخية أو في الرؤية الاجتماعية أو في الرؤية الأدبية والفنية؛ ومن الأكيد، ونحن نسمع عن نقد المابعديات الذي يرتبط فيه تطور الخطاب النقدي بتطور مفاهيم الحرية والديموقراطية وحقوق الأفراد والجماعات، وبتعميق المعرفة بحقيقة الإنسان المعاصر والإنسان المستقبلي بطموحاته وإمكانياته في زمن الحراك العربي وزمن المتغيرات الحضارية التي أصبحت تفرض نفسها على كل إنتاج وكل تفكير بما هي وقائع متولدة ضمن الحركية العامة ، ومعنية بسيرورة الإنسان وصيرورته؛ من الأكيد في خضم كل ذلك أن النقد المغربي، وهو نقد وطني بامتياز، سينخرط في الركب العربي والركب العالمي أيضاً وسيكون له موطئ قدم ثابتة في التحاور البناء الذي يثري تجاربه السابقة ويحقق رهاناته اللاحقة . والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.
هوامش:
ــــــــــــــــــ
1) محمد عابد الجابري، من أجل رؤية تقدمية لبعض مشكلاتنا الفكرية و التربوية، دار النشر المغربية 1977 ص 62
2)علال الفاسي: الحركات الاستقلالية في المغرب الرباط 1980 ص 134
3) عبد الله كنون: أحاديث عن الأدب المغربي الحديث ص 43 وبعده
4) عبد الله إبراهيم: ثورة العقل، الملحق الثقافي لجريدة المغرب ع6 سنة 1938
5)انظر مثلا : عبد السلام العلوي "حول الفن في الشعر العربي الحديث" مجلة الثقافة المغربية ع 2 س 2 أكتوبر 1942 ص 59 وبعدها، وكذلك، محمد زوهير: الناقد عبد السلام العلوي والشاعر أمجد الطرابلسي، الملحق الثقافي لجريدة العلم س 32ـ 19 يناير 2002

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://manahijnaqdia.yoo7.com
ونشريس




المساهمات : 2
تاريخ التسجيل : 19/12/2012

 باسم الله الرحمان الرحيم  الدكتور محمد خرماش   أستاذ النقد الأدبي الحديث والمعاصر    عنوان الموضوع: البعد الوطني في النقد الأدبي الحديث بالمغ Empty
مُساهمةموضوع: رد: باسم الله الرحمان الرحيم الدكتور محمد خرماش أستاذ النقد الأدبي الحديث والمعاصر عنوان الموضوع: البعد الوطني في النقد الأدبي الحديث بالمغ    باسم الله الرحمان الرحيم  الدكتور محمد خرماش   أستاذ النقد الأدبي الحديث والمعاصر    عنوان الموضوع: البعد الوطني في النقد الأدبي الحديث بالمغ Emptyالأربعاء ديسمبر 19, 2012 9:28 am

شكرا على العطاء المتميز..
احتراماتي
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
باسم الله الرحمان الرحيم الدكتور محمد خرماش أستاذ النقد الأدبي الحديث والمعاصر عنوان الموضوع: البعد الوطني في النقد الأدبي الحديث بالمغ
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى مناهج النقد الأدبي المعاصر :: أبحاث و دراسات-
انتقل الى: