الدكتور محمد خرماش
اكلمة عن البلاغة بين الحجاج والادب
تهتم البلاغة بتجميل الكلام أو فن القول، وبتقنيات الخطاب الإقناعي وكيفية التأثير على المخاطب، وهي معنية بصناعة الخطاب السياسي والقضائي والفني وما اليه، ولذلك تسترفد من المنطق والحجاج والجدال ووقائع الكلام، ومن كل ما له علاقة باللغة وبمسألة التخاطب والتواصل. وفي سنة1958م تم الحديث عن "البلاغة الجديدة" في كتاب:" شاييم بيرلمان" "بحث في الحجاج – البلاغة الجديدة" بالاشتراك مع "لوسي أولبرخت – تيتيكا" وفيه تم التمييز بين البلاغة القديمة التي تهتم بأسلوب الفصاحة والبيان وتحسين الكلام،وبين البلاغة الجديدة باعتبارها صناعة حجاجية تعتمد الحوار وتركيب الكلام والمساومة بين فرقاء التواصل.
وبلاغة الحجاج البيرلمانية هي غير بلاغة الصور التي يعتمدها أمثال رومان جاكبسون وجيرار جينيت وجماعة"أو".
وأمّا الحجاج فهو فن المجادلة والإقناع ويتضمن عناصر الإثباتات والأسباب المُفحِمة التي تؤدي إلى قبول الخلاصة المقصودة، ويدخل فيه فن الإثبات وفن الإقناع وفن الإفحام، ويمكن أن يعتمد المثال أو النصيحة أو دفع المخاطب للتصرف أو القيام بعمل مّا أو اتخاذ قرار معيَّن، وبذلك يُعتبَر الحجاج فرعاً من البلاغة ومستعينا بها.
وفي يومنا الحاضر هناك بلاغتان بلاغة حجاجية ظهرت مع ارسطو وتُعنى بكشف تقنيات الاقناع ،وبلاغة ادبية ظهرت مع –عصر النهضة-وتعنى باللتعبير الجمالي.
وقد استفاد الفرنسيون مثلا من اللسانيات البنيوية في اعادة دمج البلاغة الاسلوبية الضيقة، فظهرت البلاغة الجديدة في سياق فلسفي يسترفد من آراء أرسطو في الحجاج وفي التحليل بمستوياته المختلفة وفي جميع الخطابات معتمدا على الأمثلة والاستشهادات و القياسات المنطقية.
الأحد يونيو 17, 2012 3:17 am