منتدى مناهج النقد الأدبي المعاصر
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتدى مناهج النقد الأدبي المعاصر

منتدى يعنى بمناهج النقد الأدبي المعاصر .
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 الدكتور محمد خرماش أستاذ النقد الأدبي الحديث والمعاصر ص ب :379 – مكناس – المغرب هـ: Email:mkharmach@hotmail.com نظرية التناص

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
محمد خرماش
Admin



المساهمات : 44
تاريخ التسجيل : 29/05/2008
الموقع : أستاذ باحث

الدكتور محمد خرماش أستاذ النقد الأدبي الحديث والمعاصر         ص ب :379 – مكناس – المغرب  هـ:          Email:mkharmach@hotmail.com                                                 نظرية التناص Empty
مُساهمةموضوع: الدكتور محمد خرماش أستاذ النقد الأدبي الحديث والمعاصر ص ب :379 – مكناس – المغرب هـ: Email:mkharmach@hotmail.com نظرية التناص   الدكتور محمد خرماش أستاذ النقد الأدبي الحديث والمعاصر         ص ب :379 – مكناس – المغرب  هـ:          Email:mkharmach@hotmail.com                                                 نظرية التناص Emptyالأحد أكتوبر 05, 2014 3:16 pm

[font=Times New Roman]
                                                   باسم الله الرحمان الرحيم  "التخاطب"(تفاعل الخطابات)(interdiscours) او نمط من تعالق الأنظمة المعرفية والثقافية المتصادية. وعلى المحلل
الدكتور محمد خرماش
أستاذ النقد الأدبي الحديث والمعاصر         ص ب :379 – مكناس – المغرب
هـ:        
Email:mkharmach@hotmail.com        

                                      نظرية التناص

        يمكن القول بأن مفهوم التناص قد ظهر مع الأعمال التي قامت بها جماعة "تيل كيل" بفرنسا أواسط الستينيات من ق ال 20 ، والتي أرادت أن تتجاوز القراءات الخطية والشكلانية والبنائية ، فاهتمت ب"الكتابة" في مقابل " الأدب" ، وشكلت قطيعة مع "المتخيل" الذي يعكس شخصية الأديب أو يعكس العالم الخارجي ، فاستثمرت مفهوم التناص الذي يقضي بتوضيح الكيفية التي  ينبغي أن يُقرأ بها النص باعتباره تحولا أو تقليدا لمجموعة من النصوص السابقة.         ولفهم نظرية التناص لا بد من تتبع أصولها ومساراتها وتطوراتها.
     وتجدر الإشارة الى ان جماعة تيل كيل (رولان بارت وميشيل فوكو وجاك دريدا وجوليا كريستيفا وفليب سولرس) قد استفادت بداية من  مفهوم "الحوارية"(Dialogisme) الذي استحدثه الناقد الروسي  "ميخائيل باختين" والذي هو أصل مفهوم التناص ومنبته.
   ميخائيل باختين ميخائيلوفتش (1895 – 1975)
 ازداد في مدينة "أويل" بروسيا سنة1895م من أسرة أرستقراطية عريقة ذات حضور قوي في الثقافة الروسية، وقد أتم دراسته الثانوية بمؤسسة" أوديسا" التي أصبحت كلية، ثم التحق بجامعة "نوفوروسيسك novorossiisk  " ليدرس التاريخ وعلم الفلولوجيا ، ثم تضلع في الفلسفة وعلم الجمال وفي النقد والدراسات الأدبية، وقد نشر كتاباته الأولى باسم مستعار وأثار عدة قضايا إشكالية في الأدب وتاريخه ونقده. ولم يعرفه الغرب إلا مع ستينيات ق 20 بعد كتابات " ت تودوروف" و"جوليا كريستيفا" عنه ، وعن كتابه حول "شعريةدوستيفسكي" الذي تميز به عن  الشكلانيين الذين قالو بقطع النص عن المؤلف وعن العالم الخارجي ،وأولوا الأهمية لمكوناته وتشكلاته على حساب محتوياته، فقام باختين بتفنيد ذلك معتبرا العمل الأدبي بمثابة ملتقى يجمع بين اللغة والشكل والمضمون وينسقه شخص هو الكاتب.                           وقد مر التفكير الباختيني بمراحل ثلاث:
- مرحلة الاجتماعية الماركسية، وقد الف فيها كتاب:" الماركسية وفلسفة اللغة"
- مرحلة اللسانيات وقد ألف فيها من بين ما الف كتاب:" شعرية دوستويفسكي"
- ثم مرحلة التاريخية الأدبية، وقد كتب في مضمارها عن  "رابلي والثقافة الشعبية" وعن"الكرنفالية" وعن "صراع الأصوات" وما الى ذلك، بمعنى أن البطل في الرواية يواجه المؤلف والقارئ يواجه الكاتب وهكذا تتصارع الأصوات والإديولوجيات....
مفهوم الحوارية:
       كتب تودوروف عن "مبدأ الحوارية" عند باختين(1981) وقدم تركيبة محكمة لفكره في مجال العلوم الانسانية يتبين منها أن دعامة أطروحاته هو مفهوم "الحوارية" القوي ( أو التناص كما سيعرف ويطور من بعد) الذي يعتبر الثقافة كلها عبارة عن مركب جامع لعدة خطابات؛ والرواية هي أفضل نوع أدبي يعبر عن هذه التعددية في الأصواتpolyphonie)). والذي ينبغي اعتباره في منهج "الشعرية اللسانية" حسب باختين هو تلك الخطابات أو الملفوظات الشخصية التي تحتويها النصوص في مناخاتها التاريخية والاجتماعية والثقافية ، وضمن حد  وسط بين "الاديولوجانية" الضيقة و"الشكلانية" الأضيق.
     ومن ثم فالحوارية  تتضمن كل علاقة موجودة او قد توجد بين ملفوظين أو أكثر ،باعتبار المكان والزمان والكلام، فتكون لغة الأدب بذلك هي لغة الحوارات أو حواراللغات.أي أن النص الذي يتموقع في نقطة تقاطع بين نصوص أخرى سيعيد قراءتها وتكثيفها وتحويلها لينتج منها نصا جديدا ذا أبعاد جديدة؛ بمعنى أن العملية الحوارية عملية  تلفظ مقصود ومرتبط بنية الكاتب الذي يستثمر الكفاءة اللغوية المتهيئة بطريقته الخاصة ، ومن ثم تتأتى فعالية الحوارية في التأويل بعد أن كانت فعلا في التكوين. وقد يظهر هذا بمقارنة سريعة مجدولة بين ترسيمة باختين الحوارية وترسيمة جاكبسون التواصلية:
                    جاكبسون                                           باختين
                    السياق                                              الموضوع
المرسل =   الرسالة =  المرسل اليه                   المتحدث = اللفظ =  المتلقي(السامع)
                   الاتصال                                            الحوارية
                   الشفرة                                               اللغة
فاللغة إذن نظام موجود ومتهيء أما التلفظ فحدث وحيد غير متكرر وحواري في العمق.
 ويمكن للخطابات او اللغات الغيرية(الأصوات المعرضة) أن تنبث في الرواية بطرق مختلفة:
     - ألاّ يتحمل السارد الخطاب الغيري ولا يشترك فيه ومن ثم الباروديا والسخرية والأسلبة
     - أن يتمثل السارد الخطابات الغيرية شفوية كانت او كتابية فيستعمل الأسلوب المباشر لكل شخصية وينتج ما يسمى بالأنواع المطعمة.(أسلبة الأساليب)
     وبذلك يمكن أن يكون الخطاب الغيري حاضرا كلية بواسطة حوار صريح أو خالص ولو جاء متقطعا بسبب متطلبات السرد، أو مهجنا بين لغة الشخصية وسخرية السارد(النوع المطعم) وهو ما يسمى بالكرنفال، أو متداخلا مع خطاب آخر ليظهر معه كما في الحوارات الاديولوجية أو الثقافية المترافدة والمترادفة.
    ولأن الرواية تدمج عدة أساليب ولغات متواجدة فلا يمكن أن يكون لصوت الكاتب وجود لا في لغة السارد ولا في لغة الشخوص لأنه منكفئ إلى الخلف.
       وكل هذا يظهر من الوجهة التاريخية إمّا في كون الحوار قائما بين أسلوب عمل مّا وأساليب أخرى سائدة في نفس الحقبة،أو بين عدة أساليب داخل العمل الواحد؛ وبذلك تصبح الرواية موئلا لعدة خطابات وأساليب متباينة ومتفاعلة.
  وهكذا يستثمر باختين مفهوم الحوارية لينزع به الى الاجتماعية فيكرس حقيقة تلاقح الأساليب والخطابات وتفاعلها في النص الواحد ، كما يؤكد تعددية الأصوات و اللغات.
وهذا يعني أن دلالة النص البعيدة لا تدرك إلا بحوار القارئ مع نص الكاتب الذي تَحاور بدوره مع نصوص سابقة، أي بقراءة جدولية متسلسلة تتجاوز المعنى الخطي المتعلق بالتنظيم اللساني للمتواليات اللغوية فقط.  وان وجد أن صوت الكاتب يمثل مكونا رئيسا للمقول فهو خطاب منولوجي أي حوار داخلي لا يعبر الا عن رؤية منغلقة وشخصية كما في الملاحم او في الشعر الوجداني، وآما إن تقهقر ولم يكن المقرر لما هو صحيح او خطأ أو لما هو صالح أو طالح،(أي لا يحجب أصوات شخوصه)،فيمكن الحديث عمّا يسميه باختين ب "التذاوتية"أو تعالق الذواتintersubjectivité) ) أوما سمته جوليا كريستيفا في ما بعد بالتناص.
إشكالية التناص:
              أثارت "جوليا كريستيفا" مفهوم التناص بإيحاء من مفهوم الحوارية الذي يكرس وجود "استشهادات ونقول" في النص الأدبي ليكون في نهاية تكونه عبارة عن "استعادة" أو استدعاء لنصوص سابقة ، ويقتضي التفاعل والتعالق بين ذات الكاتب وذات القارئ وبين نصوص المدونة التي تحدد فضاءه وانتماءه، وعلى ذلك تقرر بان:" كل نص يتبنين أو يتكون مثل فسيفساء من "الاستشهادات"، وهو بمثابة امتصاص أو تحويل  لنصوص أخرى تتفاعل بداخله"(1)[J.Kkristéva ;Recherche pour une sémanalyse,Paris78p85]
   وهذا يعني أن التناص يمكن أن يمثل الكيفية التي يستفيد بها النص الأدبي من أنظمة أخرى ويتمثلها؛ وبهذه النظرية تجاوزت كريستيفا مفهوم التحليل التحويلي المأخوذ من نظرية "تشومسكي" الى التحليل الاجتماعي والتاريخي المتراتب في النص الأدبي المتعاضل، كما تجاوزت المعنى الظاهر الذي يبدو أنه تعبير عن العالم الحقيقي أي أنه محاكاة شاملة الى المعنى الذي يخبئه التناص والذي يجعل من الممكن أن يقول النص الأدبي شيئا ليعبر عن شيء آخر.
مستويات التناص:
               تطور البحث في الحوارية وفي التناص وانتقل من اعتبار التداخل النصوصي في النص الواحد ،و من كيفية ضبط صيغ التلفظات الممكنة في الدراسات الشعرية، إلى اعتبار تداخل الحقول والأجناس فيما عرف بعلم التفاعلية النصيةintertextologie   وتمت مناقشة مفاهيمها وإجراءاتها في كتابي جيرار جونيت G.Genette:"L’architexte"جامع النص (1979)و"palimpsestes" أطراس (الصحائف التي كتبت وأعيدت عليها الكتابة)(1982) وفيهما يحدد مستويات التناص في مختلف الصيغ التي يمكن أن تتخذها التعالقات النصية كما يلي:
  - التعالي النصيTranstextualité  : وهو يعني ويُعنى بالمظهر الشامل للأدبية في أعلى درجاته، أي بكل ما يجعل نصا  يدخل في علاقة تفاعلية مع نصوص أخرى بكيفية واعية أو لاواعية، أي بالتحويلات التي يمكن أن تقع بين النص اللاحق أو الأعلى hypertexte والنص السابق أو الأساس hypotexte،  ويفحص جميع التشكلات الأدبية الناتجة عن ذلك؛ بخلاف التناص الذي يحيل فقط على نص أو نصوص أخرى عن طريق الاستشهاد أو الإشارة.
 - المصاحبة النصية le paratexte أو النصوص المساعدة التي تتكون من علامات مؤثثة مثل العنوان والتقديم والإهداء والأقوال الموردة وغيرها وكلها مكملات تدخل في علاقات مع النص وتضيئه.
 - ما وراء النص أو النصية الواصفة La métatextualité  وتستجيب لقوانين نص خاص يتمثل باعتباره شرحا أو تعليقا (نقد) على نص سابق، وان كان ناتجا عن تحول في الموضوع أو الطريقة مع إغفال التعليق فيمكن الحديث آنئذ عن التناصية المثلىhypertextualité  أي التطريس الذي يعتبره من ذلك القبيل.
  - النصية الجامعةL’archytextualité  وهي تحدد القانون أو القوانين التكوينية التجنيسية للنص(تفاعل الأجناس وتطوراتها شعر/ رواية / مسرحية الخ) وتوجه أفق انتظار القارئ كما تعدله، وهي الجامع الذي لا يمكن لخيوط النص أن تنتظم دون ارتباطها به من جميع الجهات.
     وبكل ما تقدم  يمكن للدراسات التناصية أن تنصب على إثبات أو إقامة العلاقة أو العلاقات بين إنتاج وإنتاج أو نوع ونوع بحسب معايير التحويل أو التقليد (نظرية ج جونيت) أو على تثبيت الشروط المثالية لقراءة النص( نظرية ريفاتير وتودوروف) أو تُخصَّص لحقل المؤسسات والعقليات لتُسند للكتابة مهمة تمثيل نظريتها الخاصة من أجل أهداف ايديولوجية(نظرية جوليا كريستيفا ) ؛ وقد ساهم التناص منذ باختين الى كريستيفا و جنيت في تجاوز التحليلات المحدودة للسانيات البنيوية التي انتشرت في الخمسينيات والستينيات من ق 20، ويمكن لمفهوم التناص على اختلاف مجالاته ومستوياته أن يفتح للقارئ (الناقد) فضاء كبيرا لأدب ثانوي أو أدب من درجات متعددة.
     وبعد ، فالتناص قانون لغوي تركيبي سائد في كل الخطابات، وآدم وحده هو الذي تكلم لغة جديدة بما علمه الله، أما الذين جاؤوا من بعده فبعضهم يأخذ من بعض ويجتهد في الصياغة والتوليف والتأليف كي يستحدث شيئا جديدا من شيء أو أشياء مألوفة ومعروفة بما فيها اللغة أو حتى الكلمات التي تعتبر بمثابة وقائع تداولية أو ايديولوجية.
  إن التناص عملية تفاعل مشروع لخلق نص جديد ذي أبعاد دلالية وتعبيرية مختلفة كل الاختلاف عن مجموع الأجزاء أو الوحدات المدمجة، وكل محاولة لتفكيكه من أجل إرجاع العناصر التناصية فيه الى أصولها ، تعتبر تدميرا تاما له بالمرة، لأنه كيان نصي جديد ناتج عن الصنعة التناصية الإبداعية التي جعلت منه بوتقة تنصهر فيها كل المعطيات النصية السابقة كي تخرج خلقا آخرمنبثقا عن عملية التعالقات والتفاعلات الداخلية بين المنتجات اللغوية أو الخطابات المختلفة، وهو ما يسمى بالتناص الداخلي؛ اما التناص الخارجي قيتمثل في تفاعل النص بما هو نظام لغوي ابداعي قائم بذاته ومحكوم بقوانينه الخاصة مع انظمة اخرى محكومة بقوانين مغايرة مثل السياسة والاقتصاد والطب والتجارة والاعلاميات وغيرها، حيث يستمد معطياتها من اجل خلق صيغ جديدة ومعاصرة يطعم بها نسيجه فيخرج في صورة نمط من الحصيف ان يتتبع سيرورة التكون ويتمثل المعاني والمرجعيات المستهدفة بعملية الاندلال الناشئة...                  
[/font
]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://manahijnaqdia.yoo7.com
 
الدكتور محمد خرماش أستاذ النقد الأدبي الحديث والمعاصر ص ب :379 – مكناس – المغرب هـ: Email:mkharmach@hotmail.com نظرية التناص
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى مناهج النقد الأدبي المعاصر :: مفاهيم ونظريات-
انتقل الى: